لاشك أن مآلات المشهد فى آلاسكا تذهب بنا إلى السؤال العالق دوماً من الذى خرج منتصراً بوتين أم ترامب؟.
لقد ذهب ترامب بسلاح العقوبات وذهب بوتين بسلاح الأمر الواقع أنه منتصر ميدانياً وأنه لايسعى إلا إنتصارات إقتصادية فهو عسكر إقتصاده وكفى،
تعود بوتين على العقوبات وأيقن أنها إفلاس سياسى سواء من ترامب أو الناتو وكما توقع الجميع إنتهت القمة بمصافحات وإبتسامات لاتغير على الأرض شيئاً وإنما تفوق فيها سيد الكرملين بلغة الجسد إن جاز التعبير ولم يكن هناك تكافؤ فى طول النفس وراهنت كييف على اللقاء ولكنها خشيت مما حدث خلف الأبواب المغلقة.
وبالنظرة الفنية نجد أن ترامب ينظر إلى أوكرانيا بأنها بلد مصطنع لايستحق الوجود على الخرائط الترامبية إلا لجلب المعادن النادرة والسؤال الأبرز هل من مصلحة أمريكا إنهاء الحرب فى أوكرانيا حقا بعيداً عن نوبل وعليه السلام أهم أم المصلحة الإقتصادية فروسيا تسيطر على خمس أوكرانيا حالياً بما فيها مناطق غنية بالثروات والمعادن الثمينة مثل دونستيك بما يعزز الموقف التفاوضى وإذا كان اللقاء سياسى بإمتياز ولكن الإقتصاد حاضر بقوة أيضاً.
لقد كان اختيار آلاسكا إختيار عبقرى استغله بوتين لإنه يفهم ترامب جيداً أما بوتين رجل إستخباراتى عصى على الفهم وإنتهى اللقاء بتصريحات فضفاضة وكلامات وردية مع تجنب التفاصيل
كسر بوتين الحصار الغربى وإنتصر بالحد الأدنى وهبطت معنويات الجيش الأوكراني ووصف بوتين ترامب بالجارالمقرب وستكشف زيارة زيلنسكى اليوم إلى أمريكا من الذى إنتصر بالأمر الواقع فبوتين كل مايهمه إعتراف دولى وأمريكى على القرم ودونباس وليذهب الجميع إلى الجحيم هو يريد السيادة وترامب يريد المصالح الأقتصادية وسنرى فى الأيام المقبلة من خرج منتصراً حقا من مناورة آلاسكا
والى حديث آخر.
