قال الدكتور عماد عمر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن الخطة الإسرائيلية الرامية لترحيل نحو مليون فلسطيني من مدينة غزة والسيطرة الكاملة على أراضيها تكشف بوضوح المشروع الحقيقي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يسعى إلى استغلال الحرب الجارية لتحقيق أجندة سياسية وأمنية خطيرة، قوامها تفريغ غزة من سكانها وتحويلها إلى منطقة خالية تمهيداً لضمها وفرض واقع جديد على الأرض.
وأوضح عمر، في تصريحات خاصة لـ”نيوز مصر”، أن هذه الخطة ليست وليدة اللحظة، بل هي امتداد لسياسات إسرائيلية قديمة تقوم على التطهير العرقي والتهجير القسري، لكنها اليوم تأخذ منحى أكثر خطورة في ظل الانقسام الدولي والعجز الاممي، واستغلال حكومة نتنياهو للأوضاع الراهنة لفرض ما عجزت عنه إسرائيل بالحروب السابقة.
وأشار إلى أن ما يجري من تدمير ممنهج للبنية التحتية، واستهداف المدنيين، وتجميع السكان في مناطق مكتظة مثل رفح ومنطقة المواصي لا يمكن النظر إليه إلا باعتباره خطوات تمهيدية لتنفيذ مشروع الترحيل الجماعي، مؤكداً أن ذلك يشكل جريمة حرب وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف.
وأضاف عمر، أن نتنياهو يسعى من خلال هذا المخطط إلى تحقيق أكثر من هدف: أولها التخلص من العبء الديموغرافي الفلسطيني، وثانيها تعزيز موقفه السياسي داخلياً في مواجهة المعارضة والشارع الغاضب، وثالثها محاولة فرض معادلة أمنية جديدة على حساب الدم الفلسطيني.
وشدد عمر، على أن تمرير هذه الخطة سيكون سابقة خطيرة تعني فتح الباب أمام مشاريع مشابهة في الضفة الغربية والقدس، داعياً المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التدخل العاجل لوقف هذه السياسات، واعتبار أي محاولة لتهجير الفلسطينيين جريمة تطهير عرقي تستوجب المساءلة والمحاسبة.
واختتم عمر بالقول إن المشروع الحقيقي لنتنياهو لم يعد مجرد حرب على غزة بل حرب على الوجود الفلسطيني برمته، ما يستدعي موقفاً فلسطينياً موحداً وإرادة عربية ودولية جادة لإفشال هذا المخطط قبل أن يتحول إلى واقع مفروض.
