في زمن امتلأت فيه حياتنا بالشاشات، أصبحت اللحظات الحقيقية نادرة، والمشاعر مشوشة، والواقع باهت أمام بريق العالم الافتراضي.
معظم المشكلات النفسية لا تأتي من ضغوط الحياة كما نعتقد، بل من طول وقت الفراغ، فالفراغ قاتل صامت، يفتح أبوابًا للتفكير السلبي، ويقودنا للهروب من واقعنا نحو شاشات نرتدي فيها أقنعة، ونرسم بها صورة نتمنّاها.. لا نملك شجاعة تحقيقها.
لا تكن عاطلاً… ولا تكن وحيداً، فالانشغال هو نعمة، والعمل يمنحك شعورًا بالإنجاز، حتى وإن كان بسيطًا… أما الجلوس الطويل خلف الشاشات، قد يسرق منك هويتك دون أن تشعر.
ينساق البعض إلى تقمّص شخصيات وهمية، أو التدخل في حياة الآخرين، متوهّمين أن “الدردشة” و”الفضول” شكل من أشكال التسلية.
وننسى أن اختراق خصوصية الآخرين، وتعظيم سلبياتهم، لا يدل إلا على فراغ داخلي بحاجة للملء، ليس بأخطاء الآخرين، بل بتطوير أنفسنا.
البعض بدأ يخلط بين التسلية و الفضول وبين التواصل واختراق المساحات الشخصية وبدلا من تطوير أنفسنا، نضيع وقتنا في نقد الآخرين أو مراقبتهم.
ثقافتنا الشرقية لم تُبنَ على التخفي، ولا على تصيّد العثرات
والسؤال الآن:
هل تملك الشجاعة لتكون نفس الشخص خلف الشاشة وأمامها؟
هل ستبقى في الظل، تُهدر وقتك، وتستهلك طاقة غيرك؟
هل تعتقد أن الواقع الافتراضي أفادنا؟ أم سحبنا من ذواتنا؟