يجب أن نعلم أن زيادة أسعار الاقطان الخام الاجنبية راجع فى الأساس لنظافتها وخلوها من الشوائب والملوثات مقارنة بالقطن المصرى الأعلى جودة والذى يعانى من كمية ونوعية من الشوائب تحط من قدرته وتجعله خارج المنافسة، ولقد تعرض القطن المصري في الأونة الأخيرة لزيادة نسبة الشوائب والملوثات نتيجة عدم الأهتمام بالمحصول من الزراعة حتي الجني، كما ان الآرتجال السائد في نظام تجارة القطن وتداوله وتسويقه أدي إلي زيادة التلوث نتيجة عدم الإهتمام بالمحصول وعمليات الفرز وخلافه، ونظام الحليج في مصر والحاجة الماسة لوضع آلية لتقليل المواد الغريبة والشوائب والملوثات للحد الأدني وازالتها، كل هذه العوامل مجتمعة ادت الي انخفاض الطلب علي القطن المصري.
ومن هذا المنطلق فان الحاجة أصبحت ضرورية لوضع نظام للوصول الي قطن مصري نظيف خالي من الشوائب والملوثات تسمح صفات تيلته وجودته بانتاج منتجات عالية الجودة لتحسين صورة وسمعة القطن المصري في الأسواق العالمية، وأصبحت الحاجة ماسة لإعتماد الجنى المحسن وتطوير صناعة الحليج فى مصر، ولذلك كان من الضرورى إتخاذ خطوات فورية فاعلة لإنقاذ قطننا من شوائبه للوصول الى منتج يحتل مكانته اللائقة فى الصناعة والتجارة العالمية كافخر أقطان العالم، ويجب ان نعلم أن الركائز الأساسية لأقطان خالية أو تكاد تكون خالية من الشوائب تبدآ دائما من الحقل لتوفير أفضل الظروف للنمو، فخلو الأرض من الحشائش ووجود نظام محكم لمكافحة الحشرات والإهتمام بتغذية النبات والتى تؤثر على كمية المحصول وصفات جودته وجنى المحصول على مرتين، ثم الإعتناء بتنظيفه وإعداده للحليج بطريقة صحيحة ثم حلجه بإحترافية وتنظيف شعره وإعداده للتصنيع أو التصدير.
والقطن المصرى أفخر أقطان العالم قاطبة لا يدانيه قطن آخر فى جودته وقدراته التصنيعية فهو الأطول والأمتن والأنعم لكن هناك عقبة تقف حجر أمام كل ذلك وهى زيادة نسبة العوادم والملوثات فيه حيث تحط من قدرته الرفيعة وتفقده الكثير من قيمته التسويقية والتصنعية والأمر حقا فى ايدينا يمكننا ببعض الإجراءات والإهتمام الوصول الى الدرجة المرجوة من النظافة وهى (صفر شوائب) كيف هذا؟!.
تدهور تيلة القطن (أنخفاض الرتبة)
يطلق لفظ التدهور البيئي علي تأثير الظروف البيئية، مثل الكائنات الدقيقة وضوء الشمس والحرارة وتلوث الجو، علي تيلة القطن والمنسوجات القطنية مما يسبب تدهوراً في التركيب والخواص الفيزيائية. وتيلة القطن كمادة طبيعية تتعرض للفعل الضار للظروف البئية من اللحظة التي تتفتح فيها اللوزة وحتي تمام عملية الجني والنقل للمحلج والمصنع، ففي تلك الفترة تتعرض الي ضوء الشمس والكائنات الدقيقة والظروف الجوية التي تؤثر بالسلب علي القيمة التجارية للقطن.
والتعرض الزائد للظروف الجوية في الحقل ينتج عنه نقص في لمعان التيلة وتلون غير مرغوب فيه ونقص في الخواص الميكانيكية كالمتانة والاستطالة، وأثناء تخزين القطن والمنتجات القطنية في مراحل التصنيع المختلفة القطن دائماً لتأثير الكائنات الدقيقة، وأثناء أستخدام المنسوجات القطنية في الإستعمالات اليومية فإن القليل منها هي التي تنجو من التدهور.
هناك نوعين من الضرر الناشي عنها:
الاول سطحي حيث تتغذي الكائنات علي مكونات سطح التيلة دون ان تسبب تدهور يذكر، ولكنه يؤثر علي مظهر المنسوجات واللون وأيضاً الراحة في أستخدامها.
الثاني يحدث تدهور للتيلة بالفعل ويطلق عليه العفن نتجية فعل الانزيمات التي تفرزها الكائنات، وهو يؤثر بشدة علي خواص التيلة بالاضافة لما سبق.
الشوائب والملوثات فى القطن المصرى:-
اكتسبت الاقطان المصرية شهرتها بسبب خواص الجودة التى تعنى بالنسبة للمنتج سعراً أعلى، ولكن ظهرت فى الآونة الاخيرة مشاكل تتعلق بجودة إنتاج القطن المصرى، نظراً لزيادة نسبة الشوائب والملوثات به والتى تعد أحد العوامل الرئيسية فى تحديد رتب القطن وجودته.
وتعتمد عليها قيمته ويرجع ذلك الى الآتي: الشوائب والمواد الغريبة مواد غير مرغوبة يجب التخلص منها لانها لا قيمة لها.
المستورد يدفع نفقات كثيرة بالإضافة الى سعر الشراء تتمثل فى أجور الشحن والنقل والتأمين المختلفة، ولذلك فإن من مصلحته أن يدفعها فى تيلة نظيفة وليس فى شوائب وعوادم يعلم سلفاً أنه سوف يستبعدها.
التخلص من الشوائب والمواد الغربية يتطلب إعداداً خاصاً من الماكينات وطريقة التشغيل، وكلما زادت نسبة الشوائب زادت تكلفة التخلص منها سواء لزيادة عدد الماكينات أو نتيجة لخفض معدل الإنتاج.
أستخلاص الشوائب والمواد الغربية وفصلها عن القطن يصاحبه فقد لنسبة من تيلة القطن الجيدة مع العوادم، ومن ثم تزيد تكلفة المنتج النهائي.
على الرغم من عمليات التنظيف إلا أنه تبقي نسبة من الشوائب إلي المرحلة النهائية وهي خيوط الغزل، وهو ما يقلل من جودة الخيوط وسعرها.
من هنا فان التلوث يعتبر من أهم التحديات التي تواجه القطن المصري والتي تضر بسمعة قطاع القطن من حيث الجودة والربحية. وعامة يمكن تقسيم هذه الشوائب والملوثات الي:
الشوائب الناتجة عن بقايا القطن من الأوراق والأفرع الثمرية وغيرها او الحشائش المتواجدة بالحقل.
كسر البذور الناتجة عن عدم ضبط اجزاء الحلاجة حيث تعتبر من الشوائب المؤثرة في صناعة الغزل والنسيج حيث تؤدي الي تلوث القطن بالبقع الزيتية الناتجة عن تحطيم وكسر البذور.
اللزوجة الناتجة عن الندوة العسلية.
الشوائب الغير قطنية وهى أخطر أنواع الشوائب وتمثلها آلياف البولى بروبلين نتيجة قيام منتجى القطن بتعبأته فى هذه النوعية من الأكياس أو إستخدامه فى الحياكة ووجود هذه الآلياف مع القطن يخفض رتبته وسعره ويسبب مشاكل إقتصادية كبيرة تنعكس سلبيًا على صناعة الغزل والنسيج، لأنها تتطلب اللجوء إلي تكنولوجية عالية مكلفة في مراحل الخلط والتفتيح والتدويرات.
كما أن وجود قطعة من البولي بروبلين مساحتها بوصة واحدة في القطن تكفي لإتلاف 2000 متر مربع من القماش، وخفض مستواه من ممتاز إلي درجة ثالثة.
الملوثات العضوية وغير عضوية ــ المواد الغريبة الناتجة عن استخدام الأحبار والصبغات.
تؤثر هذه الملوثات بالضرورة علي صناعة الخيوط وصباغتها.
تسبب كثير من شكاوي المستوردين للأقطان والأقمشة المصرية، مما يؤدي إلي عزوفهم عن التعامل مع القطن المصري، ومن ثم ضياع بعض أسواقه.
التلوث الناتج عن عدم اتباع التعليمات الصحيحة مثل الجني قبل تطاير الندي وعدم تنشير القطن الناتج من عبء الندي وكبسه مباشرة دون تنشيره مما يؤدي لزيادة الرطوبة وزيادة الأعفان وتغير اللون.
يمكن تقسيم المراحل التي يحدث فيها التلوث الي:
تلوث نتيجة عدم الإهتمام بتطبيق التوصيات الفنية والزراعية السليمة. ويحدث ذلك خلال طول موسم النمو حيث ان اي تقصير في تنفيذ التوصيات الزراعية السليمة يؤثر علي المحصول الناتج وكذلك الرتبة فمثلا تأخير الزراعة يؤدي لتعرض النباتات للإصابة الحشرية وخاصة في نهاية الموسم الأمر الذي يؤدي لإنتشار الأعفان وزيادة اللزوجة وتاخير نضج وتفتح اللوز كما وان عدم الإهتمام بالتسميد والري يؤدي لمشاكل في تفتح اللوز وزيادة البندقة مع زيادة الفصوص المبرومة كل ذلك يؤثر علي الرتبة كما ان معظم عمليات التلوث تتم اثناء الجني وعدم اتباع نظام الجني المحسن.
تلوث يحدث أثناء عمليات التداول والتسويق نتيجة عمليات الخلط وكذلك تعبئة القطن فى الأكياس البلاستيك أو الحياكة بالياف البولى بروبولين وإستخدام الصبغات والأحبار فى الكتابة على الأكياس.
تلوث يحدث أثناء عمليات الحليج وتجهيز القطن الشعر نتيجة عدم صبط الحلاجه مما يؤدى لتكسر البذرة وتلوث القطن الشعر النتائج كما يؤدى لإرتفاع حرارة الشوبك الأمر الذى يؤدى لإصفار القطن الشعر.
عموما نجد أن النوع الأول من الشوائب يسهل إزالتها والتخلص منها من خلال مراحل التنظيف المختلفة بداية من تنشير القطن الناتج من الجنى وحتى مراحل التفتيح للقطن الشعر ويراعى عدم المغالاة فى التنظيف بالهواء والمضارب حتى لايوثر على الشعيرات بالإجهاد أو زيادة نسبة العقد.
تمثل كسور البذور الناتجة خلال عمليات الحليج مشاكل كبيرة للقطن حيث تؤثر على مظهرية الخيط والنسيج وزيادة نسبة العقد فى النسيج وخفض متانة الخيط وتقليل درجة إنتظامه.
تعتبر اللزوجة من الملوثات التى يصعب إزالتها وتنتج من الندوه العلمية التى تسببها الحشرات الثاقبة الماصة وخاصة فى نهاية الموسم والتى تسبب مشاكل فى عملية الحليج بالإضافة لنمو الفطريات والأعفان وتتسبب اللزوجة فى مشاكل كبيرة أثناء تشغيل ماكينة الكرد والسحب.
أسباب زيادة الشوائب والتلوث بالقطن المصري:
الأسباب المتعلقة بزراعته:
عدم كفاءة العمليات الزراعية، وعدم الاهتمام بإدارة المحصول، من حيث نقاوة الحشائش ومكافحة الحشرات والأمراض وضبط عمليات الري حتي نهاية الموسم، والتسميد غير المتوازن، وعدم تطبيق التوصيات الفنية اللازمة لإدارة المحصول بكفاءة، لأن كل هذه العمليات تؤثر بطريقة مباشرة علي كمية المحصول وصفات الجودة.
ظهور عمليات خلط ببعض الأصناف عند الزراعة إما بخلط البذرة أو تجاور زراعة أصناف مختلفة، وهو ما يؤثر علي الجودة بصورة واضحة.
عدم الاهتمام بعملية جني القطن في المواعيد المناسبة عند إتمام النضج، وعلي مرحلتين.
الأسباب المتعلقة بتداوله:
ظهور بعض الأساليب السيئة في تدوال القطن والتي أدت إلي تدهور صفاته وزيادة نسبة الشوائب والملوثات به وأهم هذه السلبيات هي:
قيام مندوبو الشركات التجارية والتجار والجلابون بشراء الأقطان دون فرز.
عدم الاهتمام بنقاوة القطن من المواد الغريبة أثناء عملية الجني وبعدها وتلوثه بمواد غريبة.
غش الأقطان وخلطها بمواد غريبة من قبل بعض المزارعين حتي أن بعضهم يضع في الأكياس بعض الرمال والأحجار والطوب لزيادة الوزن.
خلط أقطان الجنية الأولي بالثانية، مما يؤدي إلي إنخفاض الرتب ومشاكل في التصنيع.
زيادة نسبة الرطوبة في القطن، بإضافة المياه إليه، لزيادة وزنه عند بيعه.
وبالدراسة وجد أن الشوائب تأتى الى القطن الظهر من مصدرين هما:
التلوث بالحقل ويمثل 70% من الشوائب، التلوث بالمحلج ويمثل 30% من الشوائب، لذلك يتم العمل على هذين المحورين لتقليل نسبة الشوائب.
كيفية تقليل التلوث والشوائب لتحسين رتبة القطن الزهر على ضوء ما سبق ينصح باتباع الاتى:-
الاهتمام بالمقاومة الحشرية والفطرية وذلك برش القطن قبل جنيه او رشه بين الجنيتين واستبعاد اللوزات المصابة اثناء عملية الجنى وبعده.
رى القطن باعتدال طول فترة النمو حتى تفتح اللوزات كلها حتى تعطى خواص جيدة ومحصول وفير.
العمل على الاهتمام بالعمليات الزراعية ونقاوة الحشائش من ارض القطن حتى لا تكون مرتعا للحشرات ويخلط بها القطن عند جنيه نتيجة تساقطه على الارض.
عدم تاخير الجنى عن الوقت المناسب ولابد من الجنى على دفعتين.
تجفيف القطن الذى يجنى مبكرا من عب الندى كما يجب عدم تعبئة القطن وبه نسبة عالية من الرطوبة.
الاهتمام بعملية الجنى واستبعاد الفصوص الغريبة والمبرومة والميتة واللوزات المصابة والحشائش وبقايا الاوراق، أثناء التعبئة أو الفرز أو التمريك.
تدريج القطن وفرفرته قبل تعبئته ويراعى عدم كبس القطن جيدا فى الاكياس حتى لا تتاثر صفاته.
الاهتمام بتخزينه فى مخازن ذات تهوية جيدة جافة بعيدة عن الرطوبة لحين تسويقه.
تعبئة القطن فى اكياس جديدة مع تقليل الكتابة بالاحبار عليها وعدم تركها بالعراء فترة طويلة.
عدم إستخدام الآلياف الصناعية والبلاستيك فى الحياكة والتعبئة.
تطوير نظام الحليج مع الإهتمام بمنظفات القطن الزهر.
ضبط المحتوى الرطوبى للقطن الزهر بما لا يؤثر سلبا على عملية الحليج مع الضبط الجيد للحلاجة حتى نتخلص من كسر البذور كما يجب مراجعة ضبطات دواليب الحليج بإستمرار.
كبس القطن الشعر فى بالات قياسية الوزن والحجم.
العائد من خفض التلوث فى القطن:-
إنخفاض التلوث يعنى فى المقام الأول خفض التكلفة بالنسبة للغزالين والذى يؤدى فى النهاية الى أسعار أفضل وزيادة دخل لكل من المزارعين وكذلك لتجار القطن بمقدار من 10-20%.
إنخفاض التكلفة يكون نتيجة إنخفاض عدد القطوعات أثناء التشغيل وبالتالى إرتفاع الإنتاجية والربحية.
ترتفع الربحية نتيجة إرتفاع جودة الخيط المنتج.
أن عملية إدارة المحصول بداية من تجهيز الأرض وزراعتها والتخلص من الحشائش والمسببات المرضية الموجودة في التربة كما وان اتباع التوصيات الفنية السليمة اثناء الموسم مثل عدم تأخير الري أو التعطيش أو التغريق في نهاية الموسم الأمر الذي يؤدي إلي تساقط اللوز وصغر حجم اللوزة والبندقة والتفتيح القسري للوز وكذلك ترمخ اللوز الكبير نتيجة التغريق والرطوبة الزائدة وتعرضه للإصابة بالحشرات والفطريات الأمر الذي يؤدي لإنخفاض رتبته كما وان انتشار الأعفان يؤدي لتغير لون القطن الشعر الناتج.
ونجد ان اتباع برنامج التسميد الموصي به واتباع الإدارة المتكاملة للمحصول ومكافحة الآفات كل هذه العوامل تؤثر بطريقة مباشرة علي كمية وجودة المحصول، ومن جهة أخري فان الإهتمام بالجني واتباع نظام الجني المحسن علي مرتين وتنشير عبء الندي الامر الذي يؤدي للتخلص من الرطوبة الزائدة والتي تؤدي نتيجة كبس القطن في أكياس بدون تنشير الي زيادة الأصفرار وانخفاض الرتبة.
وفى النهاية فإنه يمكن القول أن إنتاج قطن مصرى خالى من عوامل التلوث يعمل على عودته لعرشه ومكانته بين الأقطان العالمية وزيادة الإقبال مما يؤدى لتعظيم القيمة التنافسية وبالتالى زيادة سعره.