أعرب علي حمزة، رئيس جمعية مستثمري أسيوط، عن قلقه العميق تجاه قرار الحكومة الأخير بزيادة أسعار الأراضي الصناعية، مشددًا على أن هذه الخطوة تمثل عبئًا كبيرًا على المستثمرين الجادين، وقد تؤدي إلى ضعف القدرة على تنفيذ مشروعات صناعية جديدة، لا سيما في صعيد مصر.
وأوضح حمزه، في تصريحات له، أن قرار زيادة أسعار الأراضي بنسب تراوحت بين 10% و20% في أغلب المناطق الصناعية، ووصلت إلى 150% في بعض مناطق الصعيد، هو قرار “خارج نطاق المعقول”، خاصة وأنه يأتي بعد أقل من شهرين على زيادات سابقة تم فرضها في يونيو الماضي.
وقال حمزة:”الأرض هي العنصر الأساسي في معادلة الاستثمار الصناعي. وعندما ترتفع أسعارها بهذا الشكل، فإن المشروع يفقد جدواه الاقتصادية، ويتحول إلى عبء على المستثمر بدلًا من كونه فرصة للنمو.
وأشار حمزة إلى أن هذه الزيادات تتناقض مع السياسات التي تنادي بها الدولة المصرية لتشجيع الصناعة المحلية ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
كما أكد أن المشروعات الصغيرة والمتوسطة في محافظات الصعيد هي الأكثر تضررًا، لافتًا إلى أن معظم الصناعات في الصعيد تنتمي لهذا النوع من المشروعات، وهي لا تمتلك القدرة المالية لتحمل ارتفاعات مفاجئة في تكلفة الأرض.
وأطلق علي حمزة، رئيس جمعية مستثمري أسيوط، جرس إنذار بشأن تأثيرات الارتفاعات الكبيرة في أسعار الأراضي الصناعية على مناخ الاستثمار، خاصة في محافظات الصعيد، مؤكدًا أن بعض الزيادات التي سُجلت خلال أغسطس الجاري وصلت إلى 150%، وهو ما يشكل ضربة قاسية للمستثمرين المحليين.
وقال حمزة، إن الدولة ينبغي أن تدرك أن المستثمر المحلي، وخاصة في الصعيد، يواجه العديد من التحديات بالفعل، من توفير الآلات والمعدات، إلى استيراد المواد الخام، ثم تأتي زيادة تكلفة الأرض كعبء إضافي يصعّب من فرص إطلاق أو توسعة المشاريع.
وتساءل:”كيف نطالب المستثمر بتحقيق جدوى اقتصادية لمشروعه، بينما نحمله أعباء غير مبررة مثل مضاعفة سعر الأرض؟”.
وأوضح حمزة أن ارتفاع الأسعار بهذا الشكل قد يؤدي إلى تراجع الإقبال على الاستثمار الصناعي، بل وحتى خروج بعض المشروعات من السوق، خصوصًا تلك التي لا تزال في طور التأسيس.
وأضاف:”المستثمر لن يكون قادرًا على المنافسة، لا محليًا ولا دوليًا، إذا كانت التكلفة الرأسمالية مرتفعة منذ البداية. والمشروعات الصغيرة في الصعيد ليست مشروعات استراتيجية أو عملاقة، بل هي مشروعات محدودة الموارد، ورفع أسعار الأراضي بهذا الشكل يقضي عليها.”
