في كثير من أمور حياتنا تكون أنظارنا متوجهة إلى النتائج فمن خلالها نحكم على أنفسنا بالنجاح أو الفشل ونقدر ذاتنا بقدر اقترابنا من النتائج التي توقعناها مسبقا . فهل هذا المسار حقا هو المسار الصحيح؟.
بينما نحاول الإجابة على هذا السؤال تعترضنا الكثير من المواقف فهذا الذي لم ينجح مشروعه لأنه توقع أرباحا معينة فلما لم تتحقق له هذه الأرباح أغلق مشروعه بينما لو كان قد تحمل قليلا لحقق نجاحات كبيرة وعظيمة.
وآخر أراد أن يحصل على مجموع معين فلما لم يحصل عليه قرر ترك التعليم بدلا من اختيار مسار آخر والسعي للتفوق فيه.
إن غياب ثقافة السعي والاجتهاد والتركيز فقط على النتائج المتوقعة أمر في غاية الخطورة حيث إنه يقود إلى القلق وعدم الرضا والاكتئاب غالبا وذلك لأنه ليس بالضرورة أن تكون النتيجة التي توقعناها هي النتيجة المنطقية المترتبة على الفعل ، كما أنه قد توجد عوامل أخرى لا دخل للإنسان فيها تعوق تحقق النتيجة ولا يعني ذلك أن الفرد قد أخفق ولكن يعني أن الفرد قد تعرف على هذه العوامل استعدادا لمواجهتها في محاولات تالية.
أما إذا كان تركيز الفرد على إتقان العمل وإتقان السعي فإنه حتما سيصل إلى نتيجة إيجابية قد لا تكون هي النتيجة التي توقعها ولكنها حتما ستكون الأفضل والأنسب.
لذلك نتمنى أن نصب اهتمامنا على تعليم ابنائنا كيف يتقنون السعي وأن يكون تركيزهم على إتقان السعي أكبر من تركيزهم على النتائج المتوقعة.