📅
الخميس
11 سبتمبر 2025
🕒 09:50 PM

NE

News Elementor

د. علاء الجندي يكتب: دبلوماسية الإغراء

محتوي الخبر

في زمن تداخلت فيه المصالح وتشابكت فيه الطرق، ظهر نوع جديد من “الدبلوماسية” لا مكان له في القاعات الرسمية ولا بين الأوراق والاتفاقيات، بل يُمارَس خلف الكواليس وبأدوات مختلفة تمامًا. إنها ما أسميه “دبلوماسية الإغراء”.

هذا الأسلوب يعتمد على توظيف الأنوثة والجاذبية كسلاح لتحقيق المكاسب، بعيدًا عن الجهد والجدارة والكفاءة. صاحبة هذا النهج قد تصل بسرعة إلى ما تريد، وربما تنال إعجاب البعض للحظة، لكنها في الحقيقة تخسر الاحترام على المدى الطويل. فالمجتمع لا يُخدع طويلاً، والناس تدرك جيدًا من ينجح بعمله ومن يتسلّق بجاذبيته.

المؤسف أن هذه اللعبة لا تُضعف فقط من تلجأ إليها، بل تُسيء أيضًا إلى صورة المرأة الكفؤة المجتهدة، وتظلمها حين تُختزل قيمتها في المظهر بدلاً من العقل والعمل. والأسوأ أن القرارات التي تُبنى على الإعجاب الشخصي لا على الكفاءة، تُضعف المؤسسات وتشوّه العدالة.

إن “دبلوماسية الإغراء” قد تمنح أصحابها مصالح سريعة، لكنها مصالح هشة، تنهار بمجرد أن تنكشف الأقنعة. وما أسرع ما تنكشف! إذ سرعان ما يكتشف الجميع الحقيقة، فتُصبح صاحبتها منبوذة، وتتحول من رمز للجاذبية إلى مثال للاستغلال.

ولذلك أؤكد أن مواجهة هذا السلوك تبدأ منّا جميعًا: من تربية القيم في بيوتنا، من ترسيخ النزاهة في مؤسساتنا، ومن تمكين الكفاءة لا المظاهر. فالمجتمع الذي يترك المجال لمثل هذه الدبلوماسية هو مجتمع يحكم على نفسه بالضعف والتراجع.

كلمة أخيرة

من تراهن على الإغراء لتصل، قد تكسب طريقًا قصيرًا، لكنها تخسر طريق العمر كله. ومن ينخدع بها، لا يُضيّع نفسه فقط، بل يُضيّع الثقة والعدل من حوله. فلنحمَ عقولنا وقيمنا، فهي أقوى من أي سحر عابر

“نيوز مصر” هو موقع إخباري مصري مستقل، يسعى إلى تقديم تغطية شاملة ومهنية لأهم الأخبار المحلية والعالمية، بمنظور مصري يعكس نبض الشارع واحتياجات المواطن.

تواصل معنا ..

تم تصميمه و تطويره بواسطة
www.enogeek.com
حقوق النشر محفوظة لـ نيوز مصر © 2025