سواء فيما يتعلق بالشأن التربوي أو التعليمي فإن ما يجب على الأسرة والمدرسة أن يكونا حريصين على تحقيقه هو أعلى درجة من التعاون والاتساق وذلك لأن كلا من الأسرة والمدرسة يتقاسمان التأثير بشكل كبير في شخصية الطالب وخاصة في سنوات عمره الأولى وهما بالنسبة للطالب يمثلان المرجعية والمعايير ومنهما يستمد قيمه ومن خلال أساليب التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة والتعليم داخل المدرسة تتشكل بنيته المعرفية وبالتالي تتشكل أفكاره ومعلوماته وقناعاته.
لذلك فإن التعاون بين الأسرة والمدرسة يؤدي إلى الاتساق فالصواب الذي تحدده الأسرة تقره المدرسة والعكس أيضا صحيح وبالتالي تصل أفكار الطالب وقيمه إلى مستوى متقدم من القوة والرسوخ وعلى النقيض من ذلك إذا حصل تضاد وعدم توافق بين ما تقدمه الأسرة وما تقدمه المدرسة فإن البنية المعرفية للطالب ستكون هشة وضعيفه كما أنه سيكون عرضة للتشوهات المعرفية والأفكار المشوشة ويعاني من حالة من اللايقين أو ضعف الاقتناع بالصواب والخطأ لوجود تضارب في الآراء.
وقد لا يكون التضارب في الآراء فقد يتفق الطرفان على صحة شئ ما ولكنهما يختلفان في مستوى الاهتمام لدى كل منهما أو طريقة التعامل أو مستوى التأكيد ومستوى الاهتمام.
ويضمن التعاون بين الطرفين أن تكون الرسالة واحدة وبنفس المستوى من التأكيد والاهتمام وهذا هو جوهر التربية المشتركة.