📅
الخميس
25 سبتمبر 2025
🕒 11:01 PM

NE

News Elementor

رفعت فياض يكتب: تربية الآباء قبل الأبناء

محتوي الخبر

أسفت للواقعة المخزية التى حدثت هذا الأسبوع فى إحدى مدارس الثانوى العام بمحافظة القليوبية والتى قام فيها طالب بالإعتداء على مدرسه داخل فناء المدرسة وأمام بقية طلابها وقام بتمزيق ملابسه أمام الجميع لالشيئ إلا أن هذا المدرس كانت قد إعترض ورفض دخول طعام “ديلفرى” كان الطالب قد طلبه من خارج المدرسة ليتم دخوله داخل الفصل أثناء شرح المدرس للمقرر !! مما إضطر المدرس إلى رفع الأمر إلى إدارة المدرسة بعد الإعتداء عليه من قبل الطالب والتى أمرت بإحالة هذاالطالب للتحقيق وإتخاذ الإجراء القانونى المناسب فى هذه الواقعة وأسفت أكثر عندما حضر ولى أمر هذا الطالب إلى المدرسة معترضا على إحالة نجله للتحقيق ومتهجما على مديرة المدرسة والوكيل بالالفاظ النابية والسب والقذف ومناصرا لنجله المصون فيما فعله مع المدرس الذى يقوم بتعليمه فى المدرسة!!.

أقول هذا وأنا أتذكر ماكنت أشاهده قبل ذلك منذ عشرات السنين فى مدرستى وأنا تلميذ فى المرحلة الإعدادية عندما قام طالب بالمدرسة بالإعتداء على زميله بالفصل فقامت المدرسة بعقابه وأرسلت فى إستداء ولى أمره لإطلاعه على السلوك المشين الذى قام بها نجله فى الفصل تجاه زميله والإعتداء عليه وهو ماكان يخشاه أى طالب عندما تقوم المدرسة بإستدعاء ولى أمره لأن ولى الأمر كان دائما مناصرا للمدرسة التى إئتمنها على تربية وتعليم نجله بها ولهذا وجدت وقتها ولى الأمر عندما حضر للمدرسة يعاتب القائمين عليها على إستدعائهم له مؤكدا لهم أنه لن يعترض يوما ما على أى عقاب توقعونه على نجلى من أجل تربيته وتنشئته وتعليمه ومؤكدا للمدرسة أيضا أنكم أحرص عليه منى ولهذا أرسلته للمدرسة لكم ليتم تربيته بشكل سليم وتقومون ببناء شخصيته بشكل سوى وهذا هو الأهم عندى من تعليمه أيضا.

أقول هذا مثمنا ماقامت به الوزارة من فصل الطالب لمدة عام دراسى كامل واحالة ماحدث من تعدى بالسب والقذف من ولى الأمر على مديرة المدرسة ووكيلها إلى النيابة العامة لإتخاذ ماتراه هى وشأنها فى هذه الواقعة التى لم تكن للأسف الأولى من نوعها قبل ذلك فى العديد من المدارس من المحافظات الآخرى طوال السنوات الماضية والتى إستباح فيها بعض أولياء الأمور وقتها حرمة المدرسة الموجود بها نجلهم وأتوا للإعتداء على إدارة المدرسة أو مدرسيها نصرة لأبنائهم عندما تقوم المدرسة بتقويمهم بصورة لايرضى عنها ولى الأمر الذى ترسخ فى ذهنه أن المدرسة لايجب أن تقترب من نجله باى شكل من الاشكال مهما فعل فى المدرسة من أخطاء !! وللأسف كان بعض أولياء الأمور يغرسون ذلك فى نفوس أبنائهم ـ وهو ماتسبب فى حدوث هذه الواقعة الأخيرة من إعتداء هذا الطالب بهذه الصورة الوحشية على مدرسه لمجرد أنه عنفه ومنع دخول طعام “دليفرى” أثناء الحصة كان الطالب قد طلبه من خارج المدرسة.

أقول هذا أيضا لأننا كنا نذهب وقتما كنا طلابا بشكل منتظم إلى المدرسة، وبالفعل كانت المدرسة بالنسبة لنا فى أهميتها مثل أهمية الجامع نتعلم فيه الصح والغلط والحلال والحرام ونتعلم فيها ضرورة إحترام الآخر وعدم الإعتداء على أحد ونتعلم فيها أيضا كيف يحترم الصغير الكبير، وكيف نساعد الآخرونقب بجانب المحتاج وكيف نقدر كل من يأخذ بيدنا إلى الأفضل.

وكان فى مقدمة هؤلاء بالطبع المعلم ذاته الذى يغرس فينا كل هذه القيم أثناء تعليمه له، ولذلك كنا نأخذه قدوة مثالية بالنسبة لنا ونتمى عندما نكبر أن نكون مثله حتى يحترمنا كل من حولنا نظرا لمكانتنا المتميزة فى المجتمع بما تحصلنا عليه من علم وتربية وأسلوب حياة.

أما فى السنوات الماضية وعلى مدى مايقرب من 30 سنة الماضية إنقلب الحال وأصبح الطالب لايذهب إلى المدرسة فى معظم الأحيان من أجل الدروس الخصوصية وفقدت المدرسة دورها التربوى فى التربية والتنشئة والتوجيه، والتثقيف، وبناء الشخصية، والتشكيل الوجدانى للطالب قبل التعليم مع أن مسمى الوزارة ذاتها هو وزارة ” التربية ” ثم ” التعليم ” وهو ترتيب صحيح فى مسماها التربية قبل التعليم، ولهذا بدأنا نشاهد أجيالا فى السنوات الأخيرة لم يتم تربيتها فى المدرسة بعد أن إهتموا فقط بالذهاب إلى مراكز الدروس الخصوصية لمجرد التدريب على كيفية تحصيل الدرجات ولم يتلق فيها أى من هؤلاء الطلاب أى من القيم والمبادئى المثلى ولهذا أصبحوا لايعرفونها بل يعرفون فقط لغة وسلوك الشارع وإنعدم تقدير الطالب للمعلم الذى قال فيه الشاعر ” قم للمعلم وفه التبجيلا 00كاد المعلم أن يكون رسولا”.

ومن هنا وجدنا نوعية من آباء هذا الجيل الذى لم يحصل على الجرعة المناسبة من التربية فى المدرسة وقد أصبحوا آباء لجيل أسوأ ـ آباء لجيل لايعرف شيئا عن التربية ، ولهذا وجدنا ولى الأمر هذا الذى لم يشارك فى تربية أبنائه بشكل صحيح لأن فاقد الشيئ لايعطيه وجدنا ولى الأمر الذى يرى النجاح فى التعليم فقط هو كيفيه حصول نجله على شهادة من خلال الدروس التى يتلقاها نجله فى مراكز الدروس الخصوصية والتى تنعدم فيها أى من الجوانب التربوية لأن هذه التربية ليست من مهامها ولأن هذه المراكز تؤمن بأن دورها فقط هو تدريب الطالب خلال المدة الزمنية المخصصة للدرس الخصوصى على كيف يحصل درجات فقط فى الإمتحان أما موضوع التربية فهذا ليس شأنها ولاشأن القائمين على مراكز الدروس الخصوصية هذه.

ومن هنا وجدنا أولياء أمور من الذين لم يحصلوا على أى قسط من التربية بالمدرسة التى كانوا ملتحقين بها وهم طلاب قبل أن يصبحوا أولياء أمور وبثقافة الشارع التى تحصلوا عليها خلال فترة وجودهم بالتعليم نقلولها إلى أنجالهم ومن هنا وجدنا مثل هذا السلوك من جانب هذا الطالب الذى وصل إلى المرحلة الثانوية ليقوم بالإعتداء على معلمه بهذه الصورة المرفوضة تماما ووجدنا ولى الأمر هو الآخر يأتى مناصرا لنجله ليتهجم على المدرسة وليعتدى بالسب والقذف على مديرة المدرسة ووكيلها.

وأنا هنا أسأل ولى الأمر ذاته الذى قام بهذه الفعل المشين: هل لو كان هو نفسه مكان هذا المدرس هل كان سيقبل على نفسه أن يفعل معه طالب ذلك مثلما فعل نجله هذا مع مدرسه ؟ وكيف سيكون شعور ولى الامر هذا لو كان مكان هذا المدرس وهو داخل المدرسة بعد أن يكون قد تم الإعتداء عليه بهذه الصورة ؟ وكيف كان سيواجه طلابه بعد ذلك فى المدرسة بعد أن قام هذا الطالب فاقد التربية بالإعتداء على المدرس أمام الجميع وتمزيق ملابسه؟ وهل هذه هى العلاقة التى يجب أن تكون بين طالب وبين معلمه داخل المدرسة؟ وماهو دور المدرسة هنا فى مثل هذه الحالات.

هل تترك مثل هؤلاء البلطجية داخلها؟ أم يتم فصلهم منها لفترة ليست بالقصيرة لكى يقوم السادة أولياء الأمور المبجلين بتربيتهم بطريقتهم الخاصة التى ستذهب بهم بالطبع إلى الإنحراف والمصير المحتوم وهو السجن بعد أن يكون قد إنغمس فى الإنحراف بالمجتمع؟.

أقول هذا مشيدا بتصرف الوزارة تجاه الطالب أو تجاه ولى الأمر عندما أحالت الأمر للنيابة العامة لتعمل شأنها فى هذا الشأن وبالقانون لكى يتم تربية ولى الأمر ذاته بالقانون أيضا بعدما أثبت أنه فاقد للجانب التربوى السليم لأنه هو الآخر لم يكن يذلك للمدرسة حتى تقوم بتربته بشكل صحيح.

وأقول هذا أيضا لأن ماحدث هو بمثابة جرس إنذار لنا جميعا لكى نفيق من غفوتنا ، ولابد أن يقدر الجميع منا دور المعلم ودور المدرسة إذا كنا نريد فعلا تربية وتنشئة أولادنا بشكل صحيح خاصة بعد أن بدأت وزارة التربية والتعليم تضع من الضوابط التى تحمى معلميها من اى مساس بهم سواء من الطلاب أو أولياء الأمور وتحمى أيضا طلابها من أى سلوك خاطئ وأتى لهم بحقهم إذاكان لهم حق وهى الضوابط التى كان معظمها موجود قبل ذلك لكنها للأسف لم تكن مفعله بشكل جيد 0
تحية لوزارة التربية والتعليم فى محاولاتها لإعادة الإنضباط بالمدرسة بشكل صحيح.

“نيوز مصر” هو موقع إخباري مصري مستقل، يسعى إلى تقديم تغطية شاملة ومهنية لأهم الأخبار المحلية والعالمية، بمنظور مصري يعكس نبض الشارع واحتياجات المواطن.

تواصل معنا ..

تم تصميمه و تطويره بواسطة
www.enogeek.com
حقوق النشر محفوظة لـ نيوز مصر © 2025