لم تكن واقعة الشاب الذي قاد سيارته في حالة سكر بالقليوبية، واصطدم بعدة سيارات وحطّم أعمدة إنارة، مجرد حادثة مرورية عابرة، بل كشفت عن وجه آخر للقوة الحقيقية لرجال الشرطة المصرية، تلك القوة التي لا تقتصر على فرض النظام ومواجهة الخطر، بل تمتد إلى القدرة على ضبط النفس وإدارة المواقف الحرجة بأعلى درجات الحكمة والوعي.
في قلب المشهد، برز اسم الملازم أول عبدالله صلاح، الضابط الذي تعامل مع الموقف المربك والمهين في آن واحد، بثبات انفعالي يُدرّس فبينما كان الشاب في حالة فقدان كامل للسيطرة، لم يلجأ الضابط إلى العنف أو التصعيد، بل واجهه بإنسانية قائلاً: “اهدأ.. أنا معك.. أنا معك لحد ما تفوق” بهذه الكلمات، قدّم صورة راقية عن كيفية الجمع بين الحزم والرحمة، وبين قوة القانون وإنسانية رجل الشرطة.
إن مثل هذه المواقف تؤكد أن القوة الحقيقية لرجال الشرطة المصرية ليست فقط في السلاح أو في مواجهة التهديدات، بل في امتلاك القدرة على السيطرة على النفس تحت الضغط، وتحويل أصعب المواقف إلى دروس في الانضباط والاحترافية.
لقد جسّد الضابط عبدالله صلاح المعنى الأعمق لشعار الشرطة: “الشرطة في خدمة الشعب” فالقوة الحقيقية ليست في الرد على الاستفزاز، بل في حماية المجتمع، وحفظ كرامة القانون، وإعلاء قيمة الإنسان حتى في لحظة سقوطه.
وفي النهاية، تعكس هذه الواقعة صورة متجددة عن الشرطة المصرية الحديثة، التي تجمع بين الصلابة في مواجهة التحديات، والرقي الإنساني في التعامل مع المواطنين، لتبقى دائمًا خط الدفاع الأول عن أمن الوطن واستقراره.
