قال الدكتور عماد عمر، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إنه من الواضح أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى اليوم إلى فرض رؤيته الخاصة لإنهاء الحرب على غزة، إدراكاً منه أن استمرارها يهدد استقرار المنطقة ويقوّض فرص نجاح خطته السياسية المقبلة ومع ذلك، فإن نجاحه في كبح جماح بنيامين نتنياهو ليس أمراً سهلاً، فالأخير لا يزال يراهن على تحقيق انتصار ميداني يعيد له شعبيته المتهالكة داخلياً، حتى ولو كان ذلك على حساب دماء المدنيين في غزة.
وأشار المحلل السياسي الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ”نيوز مصر”، الى إن إسرائيل لم تحقق أي إنجاز استراتيجي يُذكر، وهي تبحث الآن عن انتصارٍ وهمي لتبرير فشلها العسكري والسياسي، وإذا أراد ترامب فعلاً إنهاء الحرب، فعليه أن يستخدم كل أدوات الضغط المتاحة على حكومة نتنياهو لوقف العدوان والذهاب نحو تسوية تضمن وقف إطلاق النار بشكل دائم وبدء مرحلة إعادة الإعمار.
وأوضح عمر، إن اليوم يُعدّ الأهم في مسار مفاوضات شرم الشيخ، نظراً لمستوى الوفود المشاركة التي توصف بأنها “وفود القرار”، إذ تضم من الجانب الأمريكي جاريد كوشنر وويتكوف، ومن الجانب الإسرائيلي رون ديرمر رئيس وفد المفاوضات ووزير الشؤون الاستراتيجية، إلى جانب رئيس الوزراء القطري ومدير المخابرات التركية، ووزير المخابرات المصري الذي يشرف على سير المفاوضات بشكل مباشر.
وأكد المحلل السياسي الفلسطيني، إن هناك ثلاث نقاط لا تزال عالقة على طاولة البحث: الأولى، مطالبة حماس بضمانات دولية تمنع العودة إلى الحرب مجدداً، والثانية، تعديل خريطة الانسحاب لتشمل مناطق أوسع داخل قطاع غزة. والثالثة، القائمة النهائية للأسرى، وخصوصاً المحكومين بالمؤبد، حيث تضع إسرائيل “فيتو” على الإفراج عن عدد من أبرزهم، وفي مقدمتهم مروان البرغوثي، أحمد سعدات، وحسن سلامة.
وأضاف عمر، باعتقادي انه من الواضح أن ثقل هذه الوفود جاء لعقد جولة الحسم، وممارسة ضغط مزدوج على الطرفين للوصول إلى تسوية نهائية، فتركيا وقطر ومصر ستدفع باتجاه مرونة من جانب حركة حماس، في حين ستتولى الإدارة الأمريكية الضغط على الحكومة الإسرائيلية، تمهيداً لإعلان صفقة متوازنة تنهي واحدة من أعقد مراحل الحرب على غزة.
