كشفت نور طه، رئيس مجلس إدارة شركة NT لتداول الاوراق المالية وخبيرة أسواق المال، تفاصيل مؤشرات البورصة خلال تعاملات الأسبوع.
وقالت نور، في تصريحات خاصة لـ”نيوز مصر” أن البورصة المصرية شهدت خلال الأسبوع تداولات لمدة 4 جلسات فقط من الأحد إلى الأربعاء، نظراً لوجود عطلة رسمية يوم الخميس وتركز نشاط التداول على قطاعات محددة، وبرزت صفقات كبيرة داخل بعض الأوراق ولكن من الناحية الاقتصادية، هناك إشارات إلى تباطؤ في نشاط القطاع الخاص غير النفطي في مصر خلال شهر سبتمبر، ما قد ينقل بعض الضغوط نحو السوق المالي وكذلك، توقعات انخفاض التضخم السنوي إلى نحو 11 ٪ في المدن المصرية خلال سبتمبر قد تؤثر على السياسات النقدية والآراء الاستثمارية.
وأشارت إلي أن المؤشر الرئيسي EGX30 ارتفاع بنحو 0.75 ٪، مسجلا 37,377 نقطة في الجلسة الأخيرة وفي أحد التقارير قيل إنه ارتفع خلال الأسبوع بارتفاع قدره نحو 1.06٪ مؤشرات أخرى – EGX-Shariah ارتفع بنسبة ~0.49 ٪، و EGX35-LV ارتفع ~0.57 ٪، وEGX100 ارتفع ~0.12، وEGX70 للشركات الصغيرة والمتوسطة ارتفع ~0.03% و تُشير هذه الزيادات إلى أن المكاسب لم تتركز فقط في المؤشر الكبير، لكن المستويات كانت معتدلة.
وأكدت خبيرة أسواق المال، أن رأس المال السوقي للأسهم المقيدة إرتفع 2,642 تريليون جنيه مصري خلال الجلسة الختامية مما يعكس أن دخول السيولة أثر على القيمة السوقية الكلية التداولات والحجم والقيمة كمية تداول ~ 1.8 مليار ورقة مالية عبر ~112 ألف صفقة، وسجلت قيمة تداول إجمالية نحو 106 مليار جنيه.
وتابعت نور طه، أن هناك نشاط متوسط إلى مرتفع نسبياً في ظل قلة عدد الأيام التداولية صفقة كبيرة بارزة تم تنفيذ صفقة ضخمة عبر آلية الصفقات الكبرى (Big Order) على أسهم “مصر الوطنية للصلب عتاقة” بقيمة ~ 1.9 مليار جنيه لـ 315 مليون سهم هذه الصفقة وحدها مثلّت نقطة جذب في السوق وقد أثّرت على التوجهات في قطاع الحديد والصلب.
وأوضحت خبيرة أسواق المال، أن القطاع الأكثر تداولاً من حيث القيمة كان قطاع الأغذية والمشروبات والتبغ بـ ~ 3.26 مليار جنيه، بنسبة ~ 17.7 ٪ من التداولات بدون الصفقات الكبرى وفي المرتبة الثانية جاء قطاع العقارات بقيمة تداول ~ 3.18 مليار جنيه (~ 17.3 ٪) ثالثاً، القطاع المالي غير المصرفي بـ ~ 2.84 مليار جنيه (~ 15.4 ٪) كذلك، ظهر نشاط لافت في قطاع الرعاية الصحية والأدوية، وقطاع الموارد الأساسية ضمن المراكز الخمسة الأولى للتداولات.
وأضافت نور طه، أن المستثمرون المصريون والأجانب مالت تعاملاتهم نحو الشراء بصافي بنحو ~ 47.2 مليون جنيه للمصريين، و ~ 7.07 مليون جنيه للأجانب، بينما العرب سجلوا صافي بيع ~ 7.1 مليون جنيه والنظرة العامة كانت إيجابية بعض الشيء، بدعم من تخفيف الضغوط على السيولة بعد عطلة نهاية الأسبوع وعودة نشاط جزئي ودخول سيولة جديدة من المستثمرين غير العرب ساهم في دعم المؤشرات، ولو بشكل محدود.
وأكدت خبيرة أسواق المال، أن تراجع معدل التضخم السنوي في المدن إلى حوالي 11 ٪ يُعد إشارة إيجابية، إذ قد يُقلّل من الضغوط على الشركات ويُهيّئ لبيئة استثمارية أفضل مثل صفقة “عتاقة” الكبيرة، التي تُوحي بأن هناك تحركات استراتيجية في بعض الشركات التي ربما تتوقّع نمو أو إعادة تقييم ويتركز التداول في عدة قطاعات مثل الأغذية، العقارات، والخدمات المالية، فهذا واقعة جيدة من حيث توزيع المخاطر وعدم التركز في قطاع واحد، وهناك أداء إيجابي نسبي للمؤشرات الكبرى وارتفاع EGX30 ومؤشرات الشريحة الكبرى يعطي إشارات بين المستثمرين أنّ هناك أمل بعودة بعض الزخم الإيجابي.
وأشارت إلى أن افتقار الأسبوع إلى عدد أيام تداول كامل (4 جلسات فقط) قد يجعل البيانات أقل تمثيلاً لاتجاهات أقوى وضغوط التكلفة والتضخم العام على رغم التوقعات بتراجع التضخم، إلا أن الضغوط على مدخلات الإنتاج وارتفاع التكاليف لا تزال قائمة، وقد تؤثر على أرباح الشركات والاعتماد على صفقات كبيرة مفردة إن كان الأداء الإيجابي مدعوماً بصفقات كبيرة خاصة، فإن الاستدامة ليست مؤكّدة إذا غابت مثل هذه الصفقات في الأسابيع القادمة، وأيضا العوامل الاقتصادية الكلية مثل سياسات النقد، سعر الصرف، التوازن المالي للدولة، أو تغيرات في السياسات الاقتصادية، كل هذه قد تؤثر بشكل كبير على الثقة بالسوق.
وأكدت نور طه، أن الأداء خلال أول أسبوع من أكتوبر كان إيجابياً معتدلاً، مع ارتفاع واضح للمؤشرات في الجلسة الأخيرة ودعم من سيولة المستثمرين وسيواصل التفاعل مع التوقعات الاقتصادية خاصة التضخم والسياسة النقدية دورًا مهمًا في تحديد مسار السوق خلال الأسابيع القادمة، إذا تمكّن السوق من جذب مزيد من المستثمرين الأجانب واستمرار تنفيذ صفقات كبيرة، فثمة احتمال لتعزيز الزخم ومن المفيد مراقبة القطاعات التي بدأت تبرز “الأغذية، الخدمات الصحية، العقارات” لمعرفة إن كانت ستستمر في الاستقطاب.