صرّح الدكتور محمد رزق، عضو مجلس الشيوخ المصري، بأن مصر تمتلك نموذجًا فريدًا في الهندسة السياسية يقوم على التوازن، والتكامل، والقدرة على توحيد الصف الوطني مهما اختلفت التوجهات والانتماءات، مؤكدًا أن الدولة المصرية اليوم تُدار بعقل سياسي منضبط، يُدير الخلاف لا ليُعمقه، بل ليحوّله إلى طاقة بنّاءة تخدم المصلحة العليا للوطن.
وأوضح “رزق” أن القيادة السياسية المصرية استطاعت خلال السنوات الماضية أن ترسخ مفهومًا جديدًا للممارسة السياسية، عنوانه “التعدد في إطار الوحدة”، حيث لا وجود لصراع بين الموالاة والمعارضة، بل تنافس شريف تحت مظلة الدولة المصرية، قائلاً: “ما يحدث في مصر هو هندسة سياسية دقيقة تُعيد تعريف العلاقة بين أجنحة العمل السياسي على قاعدة من الثقة المتبادلة والمسؤولية الوطنية.”
وأشار رزق إلى أن المعارضة الوطنية في مصر أصبحت شريكًا في صناعة القرار وليست طرفًا في صراع، وأن المشهد البرلماني اليوم يعكس حالة من النضج السياسي غير المسبوق، حيث يدخل الجميع إلى قاعة المجلس وأيديهم في أيدي بعض من أجل الوطن، بعيدًا عن أي استقطاب أو انقسام، مضيفًا أن ما يميّز الدولة المصرية هو أنها تمتلك مؤسسات راسخة قادرة على إدارة التنوع وتحويله إلى قوة.
وأضاف “رزق” أن المرحلة المقبلة تتطلب استمرار هذا النهج الوطني الجامع، لأن التحديات الداخلية والخارجية لا يمكن تجاوزها إلا من خلال وحدة الصف وتكامل الرؤى، مؤكدًا أن مصر اليوم تقدم للعالم نموذجًا سياسيًا متوازنًا يُعيد الثقة في فكرة الدولة الوطنية القادرة على استيعاب جميع الأصوات تحت راية واحدة، هي راية الجمهورية الجديدة.
واختتم “رزق” بالتأكيد على أن مصر نجحت في بناء هندسة سياسية متكاملة تحصّن مؤسساتها من الفوضى، وتُثبت أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية، بل يُثري التجربة الديمقراطية ويُعزز مناعة الدولة في مواجهة أي تحديات