صرّح الخبير العقاري محمد فؤاد بأن المشهد الحالي للمؤتمرات العقارية في مصر يحتاج إلى وقفة جادة وإعادة تقييم حقيقية، بعدما تحوّلت أغلب الفعاليات إلى مجرد مناسبات دعائية تفتقر إلى القيمة المهنية والمعلومة المضافة، مشيرًا إلى أن تكرار الموضوعات والأسماء والمتحدثين جعل هذه المؤتمرات تدور في دائرة مغلقة لا تحقق تطورًا حقيقيًا للقطاع.
وأوضح “فؤاد” أنه عند إجراء حصر لعدد المؤتمرات العقارية التي تُقام في مصر، سنجد عددًا لا بأس به من حيث الكم، لكنه لا يوازي في الكيف ما يحتاجه السوق من نقاشات جادة ورؤى متخصصة، مضيفًا أن النقطة الإيجابية الوحيدة هي استمرار الاهتمام بإقامة هذه الفعاليات، لكن دون مضمون فعلي يعكس حجم التحديات أو التطورات في القطاع العقاري.
وأشار فؤاد إلى أن العديد من المتخصصين والعاملين الحقيقيين داخل صناعة العقار أصبحوا مقاطعين لهذه المؤتمرات لغياب القيمة المهنية، مؤكدًا أن الحضور غالبًا يقتصر على موظفي الشركات الراعية وعدد من الصحفيين أو موظفين وجدوا في المؤتمر فرصة للراحة أكثر من كونه حدثًا معرفيًا أو اقتصاديًا.
وأضاف “فؤاد” أن المتحدثين في أغلب الأحيان هم الرعاة أنفسهم، مما جعل مضمون الجلسات خاضعًا للاعتبارات التجارية أكثر من الفكرية، قائلاً: “أصبح كل متحدث يتحدث بفلوسه، لا برؤيته.”، لافتًا إلى أن الموضوعات باتت متكررة، والمتحدثين هم أنفسهم، وكأن الهدف من المؤتمر هو تسويق الأشخاص لا الأفكار.
وأكد “فؤاد” أن هذا النمط من الفعاليات أفقد المؤتمرات العقارية روحها الحقيقية، وهي أن تكون مساحة لتبادل المعرفة والخبرة بين الأطراف الفاعلة في السوق، موضحًا أن الشركات العقارية الكبرى باتت تتواجد في هذه المؤتمرات على استحياء بعدما فقدت الثقة في جدواها العملية، وتحولت إلى ما يشبه “العرض المسرحي المتكرر” الذي لم يعد يجذب من يمتلك وزنًا حقيقيًا في الصناعة
مستقبل المؤتمرات العقارية في مصر
وألمح فؤاد إلي أن إنقاذ مشهد المؤتمرات العقارية في مصر لا يكون بإلغاء هذه الفعاليات، بل بإعادة تعريف الهدف منها، بحيث تتحول من مساحات دعائية إلى منصات فكرية وإدارية ترسم مستقبل الصناعة، من خلال إشراك مطورين حقيقيين، وخبراء، وصناع قرار، ومؤسسات تمويل، وطرح موضوعات جديدة تتعلق بالحلول المستقبلية للتنمية العمرانية، وتمويل المطورين الصغار، والتكنولوجيا العقارية، ومفاهيم المدن المستدامة.
واختتم فؤاد بالتأكيد على أن المؤتمر العقاري الحقيقي هو الذي يخلق نقاشًا ينتج أثرًا، قائلاً:
“لا نحتاج إلى مؤتمرات جديدة بقدر ما نحتاج إلى فكر جديد في إدارة المؤتمرات. فالمحتوى هو الذي يصنع القيمة، لا اللافتات ولا الرعاة.
