أكد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أن قمة شرم الشيخ للسلام تمثل لحظة دقيقة في مسار القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أنها تقف أمام أكثر من طريق وتشكل مرحلة مهمة وإيجابية، في انتظار ما ستسفر عنه المرحلة المقبلة من نتائج.
وأوضح عمرو موسى، خلال لقاءه مع الإعلامي شريف عامر، ببرنامج “يحدث في مصر”، المٌذاع عبر شاشة “إم بي سي مصر”، أن المرحلة الأولى للتعامل مع الوضع في غزة قادها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهدف وقف الحرب، مشيرًا إلى أن هناك العديد من العناصر الإيجابية ضمن خطة ترامب، من أبرزها إنهاء الحرب، وعودة الفلسطينيين إلى مدنهم وبيوتهم، وفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الرهائن والأسرى الفلسطينيين، وانسحاب القوات الإسرائيلية.
وأضاف عمرو موسى، أن اللحظة الإيجابية الحالية تتمثل في إنهاء الحرب وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والإيوائية داخل قطاع غزة، مؤكدًا أن هناك تقدمًا واضحًا في مسار تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
وتابع: “ما يحدث اليوم هو إنهاء لوضع بائس عاشه الفلسطينيون منذ سنوات”، مشيرًا إلى أن هذا الوضع لم يأتِ من فراغ، بل كانت له أسبابه وجذوره التي قادت إلى أحداث السابع من أكتوبر، مؤكدًا أن خطة ترامب تمثل خطوة لإنهاء وضع مأساوي لكنها ليست النهاية الحقيقية للأزمة.
وقال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن المرحلة الثانية بعد غزة يكون التعامل مع الضفة الغربية لحل الأزمة هناك، مشيرًا إلى أن الوضع في الضفة الغربية شديد الخطورة ومشابه لما يحدث في غزة، وتتعرض لأمر خطير جدًا ومليء بالتحديات والأزمات.
وأكد عمرو موسى، أن إقامة الدولة الفلسطينية مسألة ممكنة وليست أمرًا خياليًا، موضحًا أن تثبيت الأوضاع في غزة سيستغرق وقتًا طويلًا، ولابد من البدء في العمل على المرحلة الثانية بشأن إنهاء الخطر في الضفة الغربية أيضًا.
وأضاف عمرو موسى، أن نتنياهو ليس قادرًا على تحقيق السلام ولا يفهمه، مشيرًا إلى أن ترامب لديه الجرأة وقادر على التأثير على نتنياهو بطريقة تدهش كثيرين، وإحدى نتائج ذلك إنهاء الحرب في قطاع غزة.
وتابع: “في العالم 50% يعرفون أن نتنياهو غير قادر على تحقيق السلام، ولابد من وجود مفاوض سلام من إسرائيل يقبل إقامة الدولة الفلسطينية”، موضحًا أن السلام في ذهن إسرائيل والتيار المتطرف فيها هو أن يكون إخضاع الطرف الآخر، مؤكدًا أن السلام في ذهن الكثير من الإسرائيليين يعني استسلام الطرف الآخر.
وأكد عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، أن خطر التهجير ما زال قائمًا، مشددا على ضرورة الحذر في التعامل مع التطورات الأخيرة، مشيرًا إلى أن ما حدث خلال الأيام الماضية أدى إلى أوضاع لا بأس بها يمكن البناء عليها للتحرك نحو سلام أكثر شمولًا.
وأوضح موسى، أن المعرفة بالجانب الإسرائيلي، خاصة التيار المتطرف، تؤكد أن المستوطنات لا تزال تُبنى، وأن هناك عملًا مستمرًا لإخراج الفلسطينيين من أراضيهم، وهو ما يستدعي اليقظة والحذر.
وأضاف عمرو موسى، أن الموقف المصري طوال الفترة الأخيرة برفض التهجير القسري للفلسطينيين كان بالغ الأهمية وله أثر إيجابي كبير على القضية الفلسطينية.
وشدد موسى، على أن هذا الموقف ساهم في منع تصفية القضية الفلسطينية، مشددًا على أن الهدف المصري كان يتمثل في وقف أو منع تهجير الفلسطينيين ووقف الحرب، معتبرًا أن ما يحدث الآن ربما يكون ملامح صفقة جديدة تتشكل في الشرق الأوسط.
قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن القضية الفلسطينية كانت قد وُضعت على الرف لفترة طويلة، لكن ما حدث مؤخرًا أعادها إلى الواجهة وصعّد من الاهتمام الدولي بها، موضحًا أن القضية الفلسطينية لم تدفع ثمنًا لأحداث 7 أكتوبر، بل إن الجميع الآن بات معبأ لإقرار السلام، مشددًا على ضرورة الحديث بجدية عن إقامة الدولة الفلسطينية ومستقبل الضفة الغربية.
وأشار موسى، إلى أن هناك قرارًا مهمًا صدر مؤخرًا بشأن إقامة دولة فلسطينية حقيقية، مؤكدًا أنه إذا كان الشعب الإسرائيلي يريد السلام فعليه أن يدرك صعوبة تحقيقه في ظل وجود حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة.
وأوضح موسى، أن الضعف الفلسطيني والقسوة الإسرائيلية لا يمكن أن تفرزا معادلة تؤدي إلى سلام حقيقي، مؤكدًا أن هناك تضحيات كبيرة قُدمت لصالح القضية الفلسطينية، وحان الوقت للانتقال إلى المراحل التالية من العمل السياسي والدبلوماسي.
وشدد موسى، على أن القيادات الفلسطينية، من حماس والفصائل المختلفة، أدت دورها، ومن الضروري أن يشهد المشهد الفلسطيني ظهورًا جديدًا في المرحلة المقبلة، لافتًا إلى أنه لمس أصواتًا جديدة بدأت تبرز داخل العالم العربي وفي فلسطين ذاتها.
وأكد موسي، على أن المزاج الأمريكي شهد تغيرًا واضحًا نتيجة الأحداث المأساوية والبشعة التي وقعت في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنه لمس بنفسه هذا التحول خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة.