أكد رئيس مجلس إدارة شركة المهندس للتصميمات والاستشارات الهندسية وإدارة المشروعات MEC، المهندس ضياء كامل خبير التنمية العمرانية، أن الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية التي أطلقتها الدولة تعكس رؤية شاملة في انشاء مجتمعات عمرانية تعتمد على التكنولوجيا والمعرفة وتحسين جودة الحياة للمواطن من خلال تسهيل الخدمات بالاضافة إلى خلق فرص استثمارية متنوعة.
وأشار كامل، في لقاءه مع برنامج أوراق اقتصادية بقناة النيل للأخبار إلى ان هذه الرؤية تتمثل في مجموعة من المحاور التي تقوم عليها الاستراتيجية الوطنية للمدن الذكية والتي يأتي في مقدمتها الخدمات الحضارية والبنية التحتية الرقمية الذكية والمنظومات الرقمية لإدارة الخدمات العامة والتي يطلق عليها الحكومة الرقمية وذلك في اطار حاكم يقوم على تحفيز الاقتصاد.
ونبه ضياء كامل إلى ان مفهوم المدن الذكية على مستوى ارض الواقع يقوم على عدة ركائز يجب وان تتوافر ويتلمسها المواطن خلال حياته في المدينة الذكية تتمثل في نقل ذكي وبنية تحتية يتم إدارتها من خلال منظومات تحكم رقمية متطورة تمكن من متابعة المرافق بشكل لحظي وفي الوقت الحقيقي مع الاعتماد على مصادر طاقة نظيفة صديقة للبيئة.
وأشار ضياء كامل، إلى ان الدولة المصرية عندما قامت بإطلاق استراتيجيتها للمدن الذكية في الواقع العملي فإنها أقامت حركتها في تطوير المدن الذكية على محورين الأول هو انشاء المدن الذكية الجديدة بمنظومات إدارة وبنية تحتية ذكية ومجتمعات خضراء صديقة للبيئة أما المحور الثاني فيتمثل في تحديث الجيل الأول والثاني والثالث من المدن الجديدة مثل السادس من اكتوبر والعاشر من رمضان وفق معايير المدن الذكية ما أسهم في تأسيس خدمات حكومية رقمية وخدمات مالية ومصرفية رقمية في هذه المدن بالاضافة الى مشروعات النقل الذكي المستدام مثل المونوريل.
واعتبر خبير التنمية العمرانية، أنه على الرغم ان الدولة المصرية أنشأت العديد من المدن الذكية اضافة إلى تطوير مدن الجيل الأول والثانى من المدن الجديدة كي تكون مدنا ذكية العاصمة الإدارية الجديدة ومدينة العلمين الجديدة هما المدينتان الذكيتان التي تقدمهما الدولة المصرية باعتبارهما النموذج للمدن الذكية على المستوى الافريقى بالكامل , مشيرا إلى ان الدولة المصرية قامت منذ 2014 بانشاء أكثر من 13 مدينة ذكية في ظل خطة للتوسع في انشاء المدن الذكية لتصل الى 43 مدينة ذكية بحلول العام 2030.
انعكاسات انتشار انماط المدن الذكية على التشييد والبناء وصناعاتها كان على مائدة حوار المهندس ضياء كامل مع برنامج أوراق اقتصادية حيث أعتبر ان انتشار هذه المدن تمثل تحديا كبيرا يفرض دخول القطاع الخاص والمطورين العقاريين في قطاع تشييد هذه المدن مؤكدا في الوقت نفسه انها تمثل بيئة جاذبة للاستثمارات الاجنبية حيث تمتلك المدن الذكية بنية تحتية قوية تساعد على الاستثمار وتطوير الصناعات المصرية سواء على مستوى حجم الانتاجية او الجودة من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي والأتمتة الصناعية مع تحفيز وتيسير عمليات التصدير من خلال اختصار الوقت والاجراءات عبر المنصات الرقمية لإنهاء الاجراءات والتصدير.
ونبه ضياء كامل، أن انعكاسات انتشار انماط المدن الذكية قد أثرت ايضا على تكنولوجيات التشييد والبناء وكذلك على تكنولوجيات تصنيع مواد البناء وخاماته ؛ مشيرا الى ان مفهوم المدن الذكية أدخل تقنيات وتكنولوجيات جديدة في التشييد والبناء وصناعة مواده الأساسية فعلى مستوى الطابع المعماري.
واعتبر كامل ان المدن الذكية أصبحت تفرض تقنيات معمارية جديدة وعلى مستوى مواد البناء أشار الى ان مفهوم المدن الذكية ادى انتشار هذه المدن الى ظهور احتياجات ومواد بناء جديدة مثل العزل الحراري وخامات شبكات الاتصالات الذكية وكذلك أجهزة الاتصالات وبرامجيات الذكاء الاصطناعي اللازمة لمنظومات الادارية الذكية اضافة الى أجهزة توليد الطاقات المتجددة وتخزينها.
