عبرت الدكتورة ريهام طارق، الباحثة في ماجيستير القانون الجنائي بجامعة القاهرة، عن استيائها بما شهدناه بجريمة الإسماعيلية الأخيرة من إقدام طفل لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره على قتل صديقه، هو حدث يفوق حدود الاستيعاب ويترك في النفس أثرًا عميقًا من الحزن والدهشة، فكيف لطفل في هذا العمر الذي يفترض أن يكون عمر اللعب والبراءة، أن يتحول إلى أداة عنف وكيف وصلت الأمور إلى هذا الحد دون أن يلاحظ أحد من حوله ما كان يدور داخله.
وأشارت ريهام طارق، في تصريحات خاصة لـ”نيوز مصر” إلي إن ما حدث يضعنا جميعًا أمام مسؤولية كبرى خصوصًا الأسرة التي تمثل الحصن الأول في حياة أي طفل فدور الأهل لا يقتصر على توفير المأكل والملبس، بل يمتد إلى المتابعة والتوجيه والاحتواء ومن المؤسف أن يصل طفل إلى هذا الحد من الغضب أو الاضطراب دون أن يجد من يشاركه مشاعره أو يوجّهه نحو الطريق الصحيح.
وأضافت الباحثة في ماجيستير القانون الجنائي، من المعلومات التي وردت عن هذه الواقعة أن والدي الطفل منفصلان وهو أمر قد يكون له تأثير نفسي وسلوكي بالغ على الطفل في هذا العمر الحساس. فغياب الاستقرار الأسري أو ضعف التواصل بين الأبوين، قد يترك فراغًا عاطفيًا كبيرًا لدى الأبناء، فيبحثون عن التوازن بطرق خاطئة لا نقول إن الانفصال هو السبب المباشر، لكنه أحد العوامل التي تستحق الدراسة والاهتمام.
وأكدت ريهام طارق، أن هذه الجريمة ليست مجرد واقعة مؤلمة بل دعوة لإعادة النظر في أساليب التربية والاحتواء والدعم النفسي للأطفال وعلينا غرس فيهم قيم التسامح وضبط النفس، وأن نكون قريبين منهم بالحب والفهم لا بالخوف أو الغياب.
واختتمت الباحثة في ماجيستير القانون الجنائي، رحم الله الضحية ونسأل الله أن تكون هذه الحادثة المؤلمة بداية وعي جديد يدفعنا جميعًا لحماية أطفالنا من أي طريق قد يبعدهم عن براءتهم وإنسانيتهم.