قالت الباحثة الأثرية ملك ياسر، على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة، يقف المتحف المصري الكبير كأكبر مشروع ثقافي وحضاري في القرن الحادي والعشرين. حلمٌ بدأ في تسعينيات القرن الماضي، وتحوّل إلى صرح عالمي يجسّد عبقرية المصري القديم وروح مصر الحديثة التي لا تزال تدهش العالم بحضارتها المتجددة.
وأشارت ملك، في تصريحات خاصة لـ”نيوز مصر” الي أن المتحف المصري الكبير يقع بمحاذاة طريق القاهرة ـ الإسكندرية الصحراوي، على مساحة تبلغ نحو نصف مليون متر مربع، ليُطل مباشرة على أهرامات الجيزة في مشهد يجمع بين الماضي والحاضر. صُمم المتحف وفق أحدث الطرازات المعمارية، بحيث يتيح للزائر الانتقال بسلاسة عبر عصور التاريخ المصري القديم، في تجربة بصرية وثقافية مبهرة.
وأكدت الباحثة الأثرية، يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية من مختلف العصور المصرية، من بينها مجموعة الملك توت عنخ آمون الكاملة التي تضم 5,398 قطعة تُعرض لأول مرة بشكل متكامل منذ اكتشاف المقبرة عام 1922. كما يحتضن تمثال رمسيس الثاني العملاق الذي استقبل الزوار في البهو العظيم منذ لحظة نقله من ميدان رمسيس إلى مدخل المتحف الجديد في عام 2006 وتُعرض داخل قاعاته الضخمة قطع فريدة من عصور ما قبل الأسرات وحتى العصرين اليوناني والروماني، في عرض حديث يجمع بين التكنولوجيا والإبهار البصري، لتتحول الزيارة إلى رحلة عبر الزمن.
وتابعت ملك ياسر، أنه من المقرر افتتاح المتحف رسميًا في الأول من نوفمبر 2025 في احتفالية ضخمة يشهدها العالم أجمع، على أن تُفتح أبوابه للجمهور بداية من الرابع من نوفمبر 2025 واستعدت وزارة السياحة والآثار لهذا الحدث منذ شهور بتجهيز العروض المتحفية، وتدريب الكوادر المتخصصة، وضمان أعلى معايير الأمان والحفاظ على القطع الأثرية.
وأضافت الباحثة الأثرية، أن المتحف شهد خلال السنوات الماضية عمليات نقل دقيقة لآلاف القطع الأثرية من المتحف المصري بالتحرير، ومن مخازن الآثار في القاهرة والأقصر وسوهاج، باستخدام أحدث التقنيات في التغليف والنقل للحفاظ على القطع من أي تلف وكانت عملية نقل مركب خوفو الثانية واحدة من أبرز عمليات النقل الأثري في العالم، إذ تم تنفيذها داخل صندوق معدني ضخم استغرق تحضيره أكثر من عام ولا يُعد المتحف المصري الكبير مجرد مكان للعرض، بل مركزًا متكاملًا للبحث العلمي والترميم، ومنارة للثقافة والفن. ويمثل افتتاحه نقطة تحول في جذب السياحة الثقافية، وواجهة مشرفة تعيد لمصر مكانتها كقلب الحضارة الإنسانية.
وأكدت ملك ياسر، أن افتتاح المتحف المصري الكبير هو إعلان جديد بأن الحضارة المصرية لا تزال تنبض بالحياة، وأن الماضي العظيم لا يعيش في الكتب فقط، بل يتحدث من خلال جدران هذا المتحف للعالم أجمع إنه ليس مجرد متحف بل رسالة من مصر إلى المستقبل.

