NE

News Elementor

رفعت فياض يكتب: إعلام القاهرة وقيادات من ذهب

محتوي الخبر

مر أمامى ولساعات قليلة أول أمس الخمس شريط من الذكريات كانت مدته فى الواقع خمسون عاما وهو تاريخ أقدم كلية إعلام فى مصر والشرق الأوسط والتى أصبحت نموذجا يقتدى به لكل كليات الإعلام فى مصر والعالم العربى بعد ذلك ـ قامت الكلية بتنفيذ تقليد جديد ينم على الرقى والتقدير والوفاء والإمتنان لكل قياداتها منذ أنشائها عام 2071 وحتى الآن وكانت بالفعل قيادات من ذهب بل وقامت بتسجيل مسيرة هذه القيادات المتميزة طوال تاريخ هذه الكلية فى كتاب توثيقى رائع قل أن نجد مثله فى أى كلية أخرى بجميع جامعات مصر يروى حكاية هذه الكلية غير التقليدية والتى يفتخر بها كل من إنتسب إليها ومرت بظروف لايمكن أن تتحملها أى كلية أخرى فى مصر، لم يركز القائمون على كلية الإعلام جامعة القاهرة فى هذا التقليد المتميز من الإحتفال على إنجازاتهم الشخصية والتغنى بها بل قرروا أن يحتفوا بسيرة أساتذتهم ويتذكرونهم بكل خير سواء من رحل منهم أو مازال على قيد الحياة.

وكانت بداية هذه الفكرة من جانب عميدة الكلية الحالية د. ثريا البدوى قبل أن تترك موقعها لقيادة أخرى متميزة من أبناء الكلية خلال الفترة القادمة لتكمل المسيرة ـ ونفذت هذه الفكرة بإبداع شديد إبنة الكلية وأول عميدة لها من خريجات هذه الكلية وهى د. ليلى عبد المجيد، والتى أضافت عند تنفيذها للفكرة ليس الإحتفاء والعرفان بالجميل لكل عمداء الكلية السابقين بل وأضافت لهم جميع وكلائها السابقين والحاليين أيضا بل وكذلك رؤساء الأقسام والعديد من الشخصيات المميزة المرشحة من أقسام الكلية للتكريم أيضا.

نعم كانت الدراسات الإعلامية الأكاديمية قد بدأت فى مصر عام 1939 عندما أنشى المعهد العالى للتحرير والترجمة والصحافة بجامعة القاهرة وكان يمنح وقتها دبلوما عاليا معادلا للماجستير ويعود الفضل فى نشأته إلى الراحل د. محمود عزمى الذى تولى رئاسته ود. طه حسين عميد الأدب العربى، ثم تحول هذا المعهد عام 1954 إلى قسم من أقسام كلية الآداب بجامعة القاهرة وكان يمنح درجات الليسانس والماجستير والدكتوراة وتولى رئاسته وقتها الراحل د. عبد اللطيف حمزة، وفى 19 ديسمبر 1969 وافق مجلس جامعة القاهرة على إنشاء معهد الإعلام وبدأت الدراسة به فى مارس 1971 لطلاب الدراسات العليا ثم أصبح المعهد يقبل الحاصلين على الثانوية العامة من طلاب البكالوريوس فى أول أكتوبر من العام نفسه ، وظل معهد الإعلام هذا الذى تحول إلى كلية عام 1973 منذ نشأته بلا مبنى مستقل لمدة تزيد عن 25 عاما حلت أسرة هذا المعهد طوال هذه الفترة وبعد أن تحول إلى كلية بعد ثلاث سنوات ضيفا مرة على كلية الآداب وأخرى على كلية الحقوق وثالثة على معهد الإحصاء حتى أن البعض كان يطلق على الملتحقين بهذا المعهد من البداية ” مطاريد جامعة القاهرة ” حتى إستقر المقام لطلاب هذا المعهد بعد تحويله إلى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية وإستمر هذا الوضع حتى عام 1994 وبعد مايقرب من 25 عاما تم إنشاء مبنى مستقل للكلية فى حرم جامعة القاهرة إنتقلت إليه عام 1994 وأصبح يضم حاليا التجهيزات اللازمة لتدريب الطلاب والمتمثلة فى مطبعة وإستديوهات راديو وفيديو إلى جانب المكتبة التى تعد أكبر مكتبة إعلامية فى مصر مزودة بآلاف الكتب والتى يتم تزويدها بالكتب الحديثة العربية والأجنبية كل عام إلى جانب المكتبة الرقمية وكل هذا لم يكن متوفرا للطلاب الرواد الذين إلتحقوا بمعهد الإعلام هذا قبل أن يتحول إلى كلية، بل وكانوا يقومون بتكليف من عبقرى هندسة الصحافة فى مصر الراحل جلال الحمامصى من طبع جريدة صوت الجامعة التى يتم تدريهم فيها على كل مادرسوه بمطابع جريدة الأخبار بل وكان يكلفهم بتوزيعها بأنفسهم أيضا على مختلف كليات جامعات القاهرة وعين شمس والأزهر حتى يحتكوا بالمجتمع الجامعى بكل تخصصاته.

ومازال شريط الذكريات يمر أمامى وأنا أجلس بجانب أستاذتى د. عواطف عبد الرحمن ـ وأسترجع فيه كيف تم قبول طلاب الدفعتين الأولى والثانية بهذا المعهد فى بدايته قبل أن يتحول إلى كلية خارج نطاق مكتب تنسيق القبول بالجامعات إذ كان يتم قبولهم من خلال إختبارات تحريرية ومقابلات شخصية يتم إجراؤها للمتقدمين للإلتحاق بالمعهد ، وكان يتم ترتيب الطلاب المتقدمين وفقا لمجموعهم الجديد من 400 درجة تتكون من : مجموعهم فى الثانوية العامة (100 درجة ) ، ومجموع درجات اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية (100 درجة ) ، والإختبار التحريرى (100 درجة ) ، والمقابلة الشخصية (100 درجة ) ، وقد تقدم لمعهد الإعلام فى عامه الأول عام 1971 حوالى 700 طالب وطالبة ـ كان قد تم ترشيحهم بمختلف الكليات الأخرى عن طريق مكتب تنسيق القبول بالجامعات ـ لكن لم يتم قبول سوى 200 طالب منهم فقط بالمعهد وعاد ال500 الآخرون إلى كلياتهم مرة أخرى وتكرر هذا فى الدفعة الثانية بالسنة التالية حيث تقدم 750 طالب وطالبة للإلتحاق بالمعهد وتم إختيار 250 طالب وطالبة منهم بعد نجاحهم فى الإختبارات ـ والحمد لله كنت أنا واحدا منهم ـ وعاد الباقون لكلياتهم التى كانوا قد جاءوا منها مرة أخرى ، وكان الهدف من جانب كل هؤلاء الطلاب الذين فضلوا معهد الإعلام على كل الكليات التى كان مكتب التنسيق قد وزعهم عليها هو دراسة الإعلام بشكل عام طوال العامين الأولين ثم التخصص بعد ذلك فى أى من التخصصات الثلاثة به طوال السنتين الثالثة والرابعة ـ إما فى قسم الصحافة ـ أو قسم الإذاعة والتلفزيون ـ أو قسم العلاقات العامة والإعلان.

كان الإلتحاق بهذا المعهد مجازفة عند الكثيرين ـ فهو لم يتخرج منه أحد بعد ولايعرف أحدا مستقبل خريجيه ـ كما أن كلمة ” معهد ” كانت تعطى وقتها إنطباعا ليس جيدا عند الكثيرين وكأنه أقل فى المستوى من أى كلية ـ حتى أننى شخصيا أخفيت عن أسرتى لمدة ستة أشهر كاملة أننى تركت كلية الآداب جامعة القاهرة التى رشحنى لها كأول رغبة مكتب تنسيق القبول بالجامعات وذهبت لمعهد يسمى ” معهد الإعلام ـ خوفا من رد فعلهم تجاه مافعلت ـ ولهذا فإن كل من إلتحق بهذا المعهد من البداية كانوا بالفعل موهوبين وكانوا عاشقين للإعلام ويريدون أن يحققوا آمالهم وطموحاتهم فى أى من تخصصاته ، ولهذا تركوا الطب والهندسة والتجارة والإقتصاد والعلوم السياسية والآداب وتقدموا لإختبارات معهد الإعلام ونجحوا فيها.

وإستمر معى شريط الذكريات مع المكرمين الذين بدأت صورهم تمر فى ذاكرتى خاصة وأننى عاصرتهم جميعا بدءا من إسم الراحل د. إبراهيم إمام والذى تولى مسئولية هذه الكلية وقتما كان إسمها ” معهد الإعلام ” والذى يرجع الفضل الأول له فى إنشائه وتولى عمادته بدءا من عام 1971 وحتى عام 2074 وتلاه الراحل د0عبد الملك عودة فى الفترة من 1974 وحتى عام 1981 ثم د. سمير حسين فى الفترة من 1981 وحتى عام 1984 بعدها جاء د0مختار التهامى فى الفترة من 1985 وحتى 1988 لتتولى بعد ذلك أول سيدة مسئولة عمادة هذه الكلية وكانت د. جيهان رشتى فى الفترة من 1988 وحتى عام 1994 ثم جاء بعدها د. فاروق أبو زيد فى الفترة من عام 1994 وحتى عام 2000 د ثم جاءت ثانى سيدة فى تاريخ الكلية لتتولى عمادتها أيضا وهى د. ماجى الحلوانى فى الفترة من 2003 وحتى عام 2007 ليأتى عام 2007 هذا لتتولى عمادة هذه الكلية أول خريجة من خريجات هذه الكلية وهى زميلة الدفعة د. ليلى عبد المجيد ليأتى بعدها د. سامى عبد العزيز فى الفترة من 2010 وحتى عام 2011 ثم د. حسن عماد مكاوى فى الفترة من 2011 وحتى عام 2013 ثم د. جيهان يسرى فى الفترة من 2014 وحتى عام 2018 تلتها د. هبة السمرى كقائم بعمل عميد الكلية فى الفترة من 2018 وحتى عام 2019 ثم تم تعيين د. هويدا مصطفى عميدة للكلية فى الفترة من 2019 وحتى عام 2021 ثم جاءت د. حنان جنيد كقائم بعمل عميد فى الفترة من 2021 وحتى عام 2023 تلتها د. سلوى العوادلى كقائم بعمل عميد فى الفترة من 20203 وحتى عام 2024 إلى أن تم تعيين د. ثريا البدوى كآخر عميد لهذه الكلية بدءا من عام 2024 وحتى الآن.

كانت كل قيادات هذه الكلية من الراحلين الذين تم تكريمهم فى هذا الحفل يمرون أمامى فى شريط الذكريات وكأنهم مازالوا أحياء وكانت لهم أيضا بصمة كبيرة جدا فى المجتمع فى أماكن عدة ـ وكذلك معظم القيادات الذين مازالوا على قيد الحياة، وقد شمل التكريم أيضا قيادات الصف الثانى الذين شغلوا منصب وكيل كلية سواء من رحل منهم مثل : د. خليل صابات، د. محمود علم الدين ـ د. إجلال خليفة ـ د. عدلى رضا ـ د. عاطف العبد، أو من هو مازال على قيد الحياة ومازال عطاءهم مستمرا سواء فى الكلية أو خارجها ومنهم على سبيل المثال د. سامى الشريف ـ د. عواطف عبد الرحمن ـ د. منى الحديدى وغيرهم الكثير
تحية إلى قيادات كلية الإعلام جامعة القاهرة التى تبنت هذه الفكرة لرد الجميل لهذه القيادات من ذهب وإعترافا بفضلهم وتقديرا لجهود ماكان منهم حتى الآن على قيد الحياة.

“نيوز مصر” هو موقع إخباري مصري مستقل، يسعى إلى تقديم تغطية شاملة ومهنية لأهم الأخبار المحلية والعالمية، بمنظور مصري يعكس نبض الشارع واحتياجات المواطن.

تواصل معنا ..

تم تصميمه و تطويره بواسطة
www.enogeek.com
حقوق النشر محفوظة لـ نيوز مصر © 2025