قال ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي وعضو مجلس الشيوخ، إن وقف إطلاق النار في قطاع غزة هو خطوة مهمة طال انتظارها، لكنه لا يمثل نهاية المأساة بقدر ما يمثل بداية اختبار حقيقي لضمير المجتمع الدولي ومدى التزامه بمبادئ الإنسانية والعدالة التي طالما تغنّى بها في المحافل الدولية.
وأكد رئيس حزب الجيل، أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المجتمع الدولي الذي فشل طوال عقود في حماية الشعب الفلسطيني من آلة البطش الإسرائيلية، وسمح بارتكاب جرائم حرب موصوفة أمام أعين العالم دون محاسبة أو ردع. واليوم، بعد أن توقفت أصوات القصف، آن الأوان أن تتحدث العدالة، وأن يتحرك العالم بجدية لا بالكلمات لإنهاء الاحتلال الذي يمثل جذر الصراع في المنطقة.
وأوضح أن الواجب الأول للمجتمع الدولي هو إنهاء الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، وفتح المعابر أمام الغذاء والدواء ومواد الإعمار، ورفع القيود التي حوّلت القطاع إلى سجن كبير على مدى 17 عامًا. فالشعب الفلسطيني لا يحتاج فقط إلى المساعدات، بل إلى الحرية والكرامة والحق في الحياة على أرضه دون قهر أو تجويع.
وأشار رئيس حزب الجيل إلى أن المرحلة القادمة يجب أن تركز على إعادة إعمار الإنسان الفلسطيني قبل إعادة إعمار الحجر، من خلال برامج دعم نفسي وتعليمي واقتصادي تُعيد الأمل لأطفال غزة الذين عاشوا أهوال الحرب، وتمنح الشباب فرصًا للحياة والعمل والإبداع بدلاً من الحصار والبطالة واليأس.
وأضاف أن على الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يثبتا جديتهما عبر محاسبة مجرمي الحرب من قادة الكيان الصهيوني أمام المحكمة الجنائية الدولية، لأن العدالة الغائبة هي التي شجعت الاحتلال على الاستمرار في جرائمه، مشددًا على أن السكوت على الجرائم هو خيانة للإنسانية ووصمة عار في جبين النظام الدولي.
وشدد الشهابي على أن التحرك الدولي المطلوب لا يجب أن يتوقف عند الإغاثة أو الإعمار، بل يمتد إلى فتح أفق سياسي حقيقي لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، معتبرًا أن ذلك هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وأن كل محاولات إدارة الأزمة دون حل جذري ستقود إلى جولات جديدة من الدم والدمار.
واختتم ناجى الشهابي تصريحه بالتأكيد على أن مصر كانت ولا تزال الضامن الحقيقي لكل محاولات وقف إطلاق النار ودعم إعادة الإعمار، وأنها تحمل راية الضمير العربي في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، داعيًا المجتمع الدولي إلى أن يقتدي بموقفها الثابت، وأن يدرك أن السلام لا يُبنى على الركام، ولا يُصان إلا بالعدل، وأن إنهاء الاحتلال هو الخطوة الأولى نحو أمن المنطقة واستقرار العالم.
