📅
الاثنين
10 نوفمبر 2025
🕒 01:43 AM

NE

News Elementor

إنجي بدوي تكتب: دواعش إسرائيل.. بن غفير وسموتريتش

محتوي الخبر

الوقت الذي تزعم فيه دولة الإحتلال انها تدافع عن نفسها ضد الإرهاب، يقف داخل حكومتها اثنان من أكثر السياسيين تطرفاً في تاريخها المزعوم: إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وزيريِ الأمن القومي والمالية، شخصيتان لا تختلفان كثيراً عن الدواعش في الخطاب والأفعال عن التنظيمات التي تصفها إسرائيل بالإرهابية؛ الاختلاف الوحيد أن التطرف هنا يرتدي بدلة رسمية، ويجلس على مقاعد الكنيست ويدعو لمحو الفلسطينيين، ويمارس سلطته عبر قرارات دولة إجرامية لا عبر خيم صحراوية.

من التحريض العلني على محو قرى فلسطينية، إلى تشريع العنف الديني والقومي، مرورًا بمحاولة تسييس الشرطة والجيش، يقدم بن غفير وسموتريتش نموذج لداعش بنسخة يهودية متطرفة: أيديولوجيا دينية، تقسيم البشر لدرجات، شرعنة القتل، ومحاولة فرض واقع بالقوة على الشعب الفلسطيني، إنهما ليسا مجرد لاجئين في مكان اغتصبوا أرضه؛ بل هما التعبير الأكثر وضوح أن إسرائيل المزعومة دولة “ميليشيا” تقودها عقيدة خطرة لا تختلف كثيراً عن عقيدة الإرهابين المعترف بهم من دول العالم.

منذ تأسيس الدولة العنصرية عام 1948، حرصت إسرائيل على تنشئة أجيال مشبعة بالعداء للعرب، عبر دمج الهوية الدينية بالدولة من خلال الصهيونية الدينية، وعلى مدار العقود، تزايد التطرف اليهودي بصورة اكثر حقارة؛ فبدأ بالشعارات التحريضية على الجدران مثل “الموت للعرب”، ثم بـ المظاهرات المهينة للإسلام التي قادتها جماعات الحريديم “مسيرة الأعلام” وصولاً إلى شرعنة العنف والقتل، والانفلات المسلح، واقتحام المساجد والكنائس خصوصاً في المواسم الدينية مثل اقتحامات المسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك وعيد القيامة.

هذا السلوك لم يأتي فجأة، بل تشكل منذ الصغر، حيث تربي الأطفال على رؤية هذه الممارسات بوصفها واجب ديني، حتى أصبحت جزءًا من الشخصية، وتجسدت هذه الأفكار المتطرفة اليوم بوضوح في ممارسات شخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين يمثلان الامتداد الطبيعي لهذا الفكر.

في عام 2007 أدانت محكمة الصلح في القدس المحتلة بن غفير وكان في ذلك الوقت ناشط يميني متطرف ” بحسب وصفهم” بجرائم دعم منظمة إرهابية والتحريض على العنصرية من خلال حمل لافتة كتب عليها: “طرد العدو العربي” وأيضاً أعضاء الكنيست العرب هم طابور خامس، وكان يصرخ داخل المحكمة ويقول “الموت للعرب”، ولاحقاً اتهمه عامل أجنبي كان يعمل في منزله يدعي فيجيتا أن بن غفير كان يعمله أنه “كلب”.

جرائم الداعشي بن غفير التحريضية لم تقف عن هذا الحد، فقد زعم مسبقاً أن القدس والأقصي ملك لليهود، وشرعن حمل السلاح للمستوطنين لقتل الفلسطينيين وبجانب مشاركته في احداث حيث الشيخ جراح، ودعوته إلي قتل الأسري الفلسطينيين في سجون الإحتلال وإطلاق النار علي رؤوسهم، لم تأتي جرائمه من فراغ فهو تري علي ايد ام متطرفة كانت ناشطة في عصابة الإيتسل “المنظمة العسكرية القومية في إسرائيل والمعروفة باسم الإرغون”، وهي ذاتها العصابة التي نفذت مذبحة دير ياسين 1948.

ومن ناحية أخري، نري تصريحات سموتريتش الذي دعا إلي تجويع الفلسطينيين في غزة وهو يعتبر اعتراف منه بـ استخدام المدنيين الأبرياء كـ أداة و حرق قطاع غزة وبناء مستوطنات كل هذه الأفعال هي افعال الدواعش كما فعلوا في سوريا والعراق، أو اعترافته بحلم إسرائيل الكبري وإحتلال بعض الدول العربية كما فعل هو واجداده الإرهابيين في فلسطين.

وفي النهاية، ليس ما يفعله بن غفير وسموتريتش سوى النسخة الرسمية مما فعله الدواعش في وطننا العربي، نفس العقلية التي تقسم البشر بحسب الدين، نفس الشهوة للدم، نفس تبرير القتل باسم “الحق الإلهي”، ونفس السعي لفرض واقع دموي بالقوة، الدواعش كانوا يرتدون السواد ويحملون السلاح في الخفاء، أما دواعش إسرائيل فيرتدون بدلات رسمية، ويحملون سلطات وزارية، ويمتلكون جيش وإعلام ومحاكم تغطي على جرائمهم، الدواعش فجروا مدن واعتقلوا الابرياء، وبن غفير وسموتريتش يشرعنون محو القرى الفلسطينية ويعتقلوا الآلاف من الأسري؛ الدواعش هدموا كنائس ومساجد وهؤلاء يقتحمون مسجد الأقصى وكنيسة القيامة، وهكذا يتضح أن الطرفين ليس بينهما اختلاف في الأفعال، بل في الشكل الخارجي، داعش جماعة معترف بها دولياً انها إرهابية، أما بن غفير وسموتريتش فهما دواعش بنسخة حكومية، تصنع سياساتها بدم الفلسطينيين، وحولوا التطرف إلى قانون يعملون به علنياً.

“نيوز مصر” هو موقع إخباري مصري مستقل، يسعى إلى تقديم تغطية شاملة ومهنية لأهم الأخبار المحلية والعالمية، بمنظور مصري يعكس نبض الشارع واحتياجات المواطن.

تواصل معنا ..

تم تصميمه و تطويره بواسطة
www.enogeek.com
حقوق النشر محفوظة لـ نيوز مصر © 2025