أكدت الباحثة في ماجيستير القانون الجنائي بجامعة القاهرة، الدكتورة ريهام طارق، أنه في ظل الانفتاح الرقمي الهائل الذي يشهده عالم اليوم، بات تطبيق “تيك توك” من أكثر المنصات جذبًا للأطفال والمراهقين، لما يقدّمه من محتوى ترفيهي سريع وسهل الوصول غير أن هذا الانتشار الواسع يخفي وراءه العديد من المخاطر التي تستوجب التوقف عندها بجدية ومسؤولية.
وقالت ريهام طارق، في تصريحات خاصة لـ”نيوز مصر”، إن السماح للأطفال باستخدام هذا التطبيق دون إشراف أو توجيه كافٍ يُعدّ تهديدًا مباشرًا لتوازنهم النفسي والسلوكي، إذ يتعرضون عبره لمحتوى لا يتناسب مع أعمارهم، ولتحديات قد تحضّ على سلوكيات خطرة أو منحرفة، كما أن طبيعة “تيك توك” القائمة على جذب الانتباه السريع تجعل الطفل عرضة للإدمان الإلكتروني، فينعزل تدريجيًا عن واقعه الأسري والاجتماعي.
وأشارت إلي آن الخطورة في تلك التطبيق أيضًا في سهولة الوصول إلى الأطفال من قِبل الغرباء أو المجهولين، ما يفتح الباب أمام احتمالات الاستغلال أو الابتزاز، وهو ما يمثل انتهاكًا صريحًا لحق الطفل في الأمان والخصوصية. وهنا تبرز أهمية الدور القانوني والتوعوي في حماية النشء من هذه الممارسات، من خلال تشريعات أكثر صرامة ورقابة رقمية فعالة.
وأضافت ريهام طارق، كما تقع على عاتق الأسرة مسؤولية كبرى في مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الأبناء، وتوجيههم نحو الاستخدام الواعي للتكنولوجيا بما يضمن الاستفادة منها دون الوقوع في فخاخها.
وأوضحت ريهام طارق، إن قضية استخدام الأطفال لتطبيق “تيك توك” ليست مسألة ترفيهية، بل شأن مجتمعي يمس القيم، ويستلزم تكاتف الدولة والأسرة والمجتمع المدني لحماية مستقبل جيل بأكمله.


