لا شك أن الجهود التي بذلت لتطوير التعليم فاقت كل التوقعات وطالت كثيرا من جوانب العملية التعليمية على مدار سنوات ولكنها تركزت بشكل أساسي حول تغييرات هيكلية وتغييرات في المناهج تلبية لرغبات وتطلعات الطلاب واحتياجات سوق العمل.
إلا أنها نظرت إلى المعلم كوسيلة لتحقيق التطوير وليس كمستفيد من التطوير وبالتالي فقد ازدادت الأعباء الملقاة على عاتق المعلم من ضغوط تتعلق بتغير المناهج بشكل متكرر وتضخمها بشكل لا يسمح بتدريسها بشكل مناسب نظرا لضغوط الوقت وإرهاق المعلم بكثرة التقييمات والأنشطة والتكليفات التي تتطلب منه جهدا يفوق طاقته خاصة مع وجود عجز في أعداد المعلمين وكثافة طلابية كبيرة.
كل هذه الضغوط بلا شك تؤثر على مستوى الرضا الوظيفي لدى المعلم وتؤثر سلبا على صحته النفسية ومن المعلوم أن التعليم نشاط ذهني يتطلب قدرا كبيرا من الاستقرار النفسي لكي يتم تنفيذه بكفاءة.
ومن الجيد أن وزارة التربية والتعليم قدمت إسهامات عديدة على مدار سنوات لدعم الاستقرار النفسي للمعلمين منها قرار زيادة حافز تدريس بقيمة ألف جنيه هذا إلى جانب الارتقاء بالمستوى المهني للمعلمين من خلال التدريبات التي تقدم لهم.
لكن من الجيد أيضا ان يتم مراعاة الواقع عندما يتم إصدار تكليفات جديدة بحيث يؤخذ في الاعتبار مدى إمكانية تنفيذ هذه التعليمات من قبل المعلمين من حيث الوقت المتاح والجهد المبذول بحيث لا تمثل هذه التكليفات ضغوطا على المعلمين تؤثر على استقرارهم النفسي.
كما ينبغي أن يتم الاستماع لصوت المعلمين والاستفادة من التغذية الراجعة التي تأتي من خلالهم بشأن المناهج والتكليفات وغيرها واتخاذ قرارات بالتعديل إذا تطلب الأمر.
الخلاصة أن المعلم عنصر بشري وحالته النفسية والذهنية مهمة لنجاح عملية التطوير خاصة وهو العنصر الأكثر حسما في هذا الأمر.
