📅
الاثنين
15 ديسمبر 2025
🕒 12:46 ص

NE

News Elementor

إنجي بدوي تكتب: سر خشية إسرائيل من جثمان أبا إبراهيم

محتوي الخبر

بعد استشهاد القائد أبا إبراهيم، نُقلت جثمانه مباشرة إلى معهد الطبّ الشرعي في أبو كبير بمدينة تل أبيب، حيث جرى حفظه سرًا عقب عملية التشريح. وفي جانب آخر من المشهد، كشف جيش الاحتلال عن ورقة وجدها بجواره لحظة استشهاده، تحمل رسومات بخط يده حول شبكة الأنفاق، وقد تلطّخت بدمائه، لتُجسّد رمزيًا أن معركته الأخيرة كانت حتى اللحظة الأخيرة معركة عقلٍ وإرادة.

ورغم أن إسرائيل كانت تعوّل على استخدام جثمان يحيى السنوار كورقة ضغط في مفاوضات ما قبل وقف إطلاق النار، فإن هذا السيناريو لم يتحقق حتى الآن. بل إن وزيرة النقل الإسرائيلية ميري ريغيف ذات الخطاب المتطرف، التي دعت صراحة إلى حرق جثة السنوار على طريقة الأميركيين مع بن لادن، في محاولة لإسقاط أي قيمة رمزية أو معنوية يمكن أن تتحول إلى مصدر إلهام للمقاومة.

تعتمد إسرائيل في ملف جثامين قادة الصف الأول على استراتيجية ثابتة الجثمان أحياناً، أهم من الأسير الحي فهي تدرك أن شخصية مثل يحيى السنوار تمثل لدى الفلسطينيين رمز سياسي وعسكري من الطراز الأول، وأن الاحتفاظ بجثمانه يمنح الحكومة الإسرائيلية الحالية فرصة لاستخدامه في توقيت سياسي مناسب لتسويق انتصار مزيف أمام جمهورها الداخلي.

وترى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية أن تشييع جثمان مقاوم فلسطيني هو شكل من أشكال الانتصار المعنوي للمقاومة؛ فمشهد آلاف الفلسطينيين الذين يسيرون خلف نعش أحد قادتهم يُربك الحسابات النفسية للجيش والحكومة، ويؤكد – رغم كل محاولات القمع – أن جذوة المقاومة لا تنطفئ.

ولذلك تعتمد إسرائيل أسلوب المماطلة الطويلة في تسليم الجثامين، كما حدث مع جثمان الشهيد أنيس دولة الذي احتُجز لمدة 42 عام ولم يحدد مصير الجثمان حتي الآن، في سابقة تكشف العقلية العقابية التي تتعامل بها مع الفلسطينيين أحياء وشهداء.

يبقى سؤال: أين جثمان أبا إبراهيم؟
ليس سؤالًا عن مكانٍ فحسب، بل عن عقلية احتلال يخشى حتى من الأجساد الصامتة فحين يخاف العدو من جثمان، فهذا يعني أن صاحبه – حياً أو شهيد – كان أثقل من أن يُهزم، وأكبر من أن يُنسى.


وسيظل الجثمان المحتجز شاهداً آخر على حقيقة يعرفها الفلسطينيون جيدًا:أن الأمة التي تُشيّع قادتها إلى السماء، تعود لتلد ألف قائد جديد على الأرض.

“نيوز مصر” هو موقع إخباري مصري مستقل، يسعى إلى تقديم تغطية شاملة ومهنية لأهم الأخبار المحلية والعالمية، بمنظور مصري يعكس نبض الشارع واحتياجات المواطن.

تواصل معنا ..

تم تصميمه و تطويره بواسطة
www.enogeek.com
حقوق النشر محفوظة لـ نيوز مصر © 2025