قالت الدكتورة ريهام طارق، الباحثة في ماجيستير القانون الجنائي بجامعة القاهرة، إن السوشيال ميديا خلال السنوات الأخيرة أصبحت جزءًا أساسيًا من حياة أغلب البشر لكن وسط هذا التطور المتسارع ظهر سؤال مُلح: هل يجب أن يُسمح للأطفال دون 16 عامًا باستخدام الهواتف الذكية ومواقع التواصل؟ الإجابة التي تؤكدها الدراسات والوقائع هي: لا. فقد تحوّلت هذه المنصات من وسيلة ترفيه بسيطة إلى بيئة معقدة مليئة بالمحتوى غير المناسب والضغوط النفسية ومخاطر التنمر الإلكتروني، وهو ما يستدعي فرض ضوابط وقوانين حقيقية لحماية الأطفال.
وأشارت ريهام، في تصريحات خاصة لـ”نيوز مصر” الي إن الطفل في هذه المرحلة العمرية ما زال في طور بناء شخصيته وهويته ولا يمتلك النضج الكافي للتعامل مع الكم الهائل من المعلومات والتأثيرات البصرية والنفسية التي يتعرض لها عبر الهاتف السوشيال ميديا تصنع عالماً زائفاً من المقارنات وتستخدم خوارزميات تُبقي المستخدم “مدمنًا” قدر الإمكان وهو ما يضع الأطفال في دائرة إدمان مبكر للشاشات ينعكس على تركيزهم ،نومهم، وتحصيلهم الدراسي، وقدرتهم الاجتماعية على التواصل الحقيقي.
وأوضحت ريهام طارق، كما أثبتت التقارير العالمية ارتفاع نسب التنمر الإلكتروني بين الأطفال، وانتشار المحتوى الضار، وتزايد حالات الاستغلال الرقمي، مما يجعل وجودهم على هذه المنصات دون رقابة صارمة خطرًا مباشراً على صحتهم النفسية والجسدية، ولذلك يتجه كثير من الدول حالياً لسن قوانين تمنع إنشاء حسابات للأطفال تحت 16 عاماً، وتُلزم الشركات بضوابط حماية صارمة.
وأكدت ريهام طارق، إن حماية الطفل ليست رفاهية، بل واجب قانوني ومجتمعي. فالهاتف الذكي الذي يبدو أداة بسيطة قد يتحول إلى مصدر تهديد إذا تُرك بلا حدود. من هنا تأتي أهمية إطلاق حملات توعية للأهالي، وتشجيع وضع بدائل مفيدة للأطفال مثل الأنشطة الرياضية، والهوايات، والتفاعل الاجتماعي الواقعي.
وأشارت إلى إن فرض حظر استخدام السوشيال ميديا أو الهاتف للأطفال دون 16 عاماً ليس تقييداً لحريتهم، بل حماية لحقهم في النمو السليم، وحماية لعقول تحتاج إلى بيئة صحية لا ضوضاء رقمية تهدد براءتها.


