📅
الاثنين
15 ديسمبر 2025
🕒 02:43 ص

NE

News Elementor

إنجي بدوي تكتب: ملعون من ينقل تخم صاحبه حين تُدين التوراة اغتصاب فلسطين

محتوي الخبر

في قلب النص التوراتي، بعيداً عن الخطب السياسية والبيانات العسكرية، ترد آية قصيرة وحاسمة لا تحتمل الالتفاف “ملعون من ينقل تخم صاحبه” ؛ ليست توصية أخلاقية، ولا موعظة دينية، بل إدانة صريحة لفعل واحد وهو اغتصاب الأرض بالقوة، هذه الآية الواردة في سفر التثنية، وتعني التخم في اللغة التوراتية هو الحد الفاصل بين الأراضي، وكان يُحدد غالباً بحجر أو علامة ثابتة، تُعترف بها الجماعة وتحمي حق صاحب الأرض، نقل التخم لا يعني تحريك حجر فقط، بل الاستيلاء على أرض الغير خلسة أو بالقوة.

هذه الآية تتحول اليوم إلى سؤال محرج في وجه المشروع الصهيوني الإرهابي، الذي قام منذ لحظته الأولى على نقل التخم، لا مجازي بل حرفي، عبر طرد شعب كامل من أرضه وإحلال آخر مكانه تحت اسم “أرض اليهود المقدسة”.

ملعون من ينقل تخم صاحبه سفر التثنية 27: 17 هذه الآية القصيرة، الحاسمة، لا تحتاج تأويلاً معقداً ولا شروحاً مطولة، نقل التخم أي التعدي على حدود أرض الغير، ليس مجرد مخالفة اجتماعية، بل جريمة دينية صريحة ويتحدي إرادة الله، بينما قامت الصهيونية علي نقل التخم، هدم القري، محو الأسماء، تغير كاملاً لـ أرض من الألف إلي الياء.

والتخم ايضاً ليست علامة جغرافية فقط بل حدود معترف بها وملكية مشروعة وامتداد للهوية، والصهاينة يعتبروا نفذوا الآية علي الفلسطينيين ولكن بالمعنى المضاد وليس كما أمرهم الله، منذ النكبة 1948 أرض تُصادَر، حدود تغير، أسماء تُمحى، وعائلات تزال من الوجود وكأنها لم تكن.

ومن ناحية أخري، التهجير القسري ليس مجرد “نتيجة حرب” كما تروج الرواية الصهيونية، بل ممارسة ممنهجة، طرد السكان، منع العودة، إعادة توطين قسري، فرض واقع ديموغرافي جديد وكل ذلك يندرج تحت المعنى الصريح لـ نقل التخم.

التوراة لا تبرر السرقة باسم التاريخ، الخطير في الخطاب الصهيوني ليس فقط ممارساته، بل محاولته تديين الجريمة، تحويل النص الديني إلى صك ملكية واستخدام “الوعد” لتبرير الاقتلاع وتسويق التهجير باعتباره حق يهودي في الأرض؛ لكن التوراة لم تقل يوماً إن التاريخ يبيح الظلم،ولا إن الادعاء الديني يسقط حق الآخر.

ما جرى عام 1948 لم يكن نزاعاً ولا هجرة طوعية، بل عملية منظمة لنقل التخم أكثر من 500 قرية فلسطينية دُمرت، مئات آلاف السكان طُردوا بالقوة، الأراضي صودرت، الحدود أُعيد رسمها بالسلاح، هذا ليس توصيف سياسي بل واقع موثق ونعيشه مرة أخري الآن خلال حرب غزة 2023 ومستمرة حتي الآن، واللافت أن التوراة نفسها لا تبرر هذا الفعل، بل تلعنه.

المفارقة أن الصهيونية تدعي الحديث باسم التوراة، بينما تصطدم بها في أبسط مبادئها فالآية لم تقل ملعون من ينقل تخم غير اليهود، ولم تضع استثناءً باسم الوعد أو النجاة، اللعنة هنا مطلقة، والفعل واحد، والضحية معروفة، هذه الآية وضعت مبادئ عامة وهي الحدود لا تُغيّر بالقوة، ولا تُكتسب بالاحتيال أو الغلبة، الفعل في ذاته مدان، بغض النظر عمّن يرتكبه أو ضد من.

“نيوز مصر” هو موقع إخباري مصري مستقل، يسعى إلى تقديم تغطية شاملة ومهنية لأهم الأخبار المحلية والعالمية، بمنظور مصري يعكس نبض الشارع واحتياجات المواطن.

تواصل معنا ..

تم تصميمه و تطويره بواسطة
www.enogeek.com
حقوق النشر محفوظة لـ نيوز مصر © 2025