قالت “نهاد علي”، رئيس شركة “فاينانشيال تريننج هب”، إن المتداول فى البورصة عليه أن يعي تماماً بأن الاستثمار بالبورصة ليس اختباراً للذكاء المالي وإنما إختبارا لمدى قدرته على السيطرة على نفسه .
رئيسة شركة “فاينانشيال تريننج هب”، المتخصصة فى الدورات والتدريبية للمبتدئين والمحترفين على أسس الاستثمار، “نهاد علي”، أكدت أنه فى حال ما حقق المستثمر ربحاً بنسبة 10% يقوم بالبيع، ولكن فى حال الخسارة بنسبة 20% يحتفظ بالسهم ، ولكن لماذا إذن هذا الموقف ؟
السرّ في “نظرية الآفاق” — ولماذا يصبح عقلك هو خصمك في البورصة، فعليك أن تتخيل أيها المستثمر هذا الموقف، وليكن قمت بشراء السهم عند مستويات 20 جنيه، وبعد أسبوع، بلغ سعر السهم مستويات 22، ستشعر بفرحة عارمة وقلت لنفسك “كفى، حان وقت البيع وقمت بالفعل ببيع السهم وشعرت بفرحة من تحقيق الربح بـ 10 % .
ثم بعد ذلك أكتشفت أن السهم استمر في الصعود، وبلغ مستويات 30 جنيها أو 35 جنيها او حتى 40 جنيها، وقتها ستشعر بالندم الشديد لبيعك لهذا السهم بل وتلوم نفسك لفترة طويلة.
والمفارقة في موقف آخر، فلو قمت مثلا بشراء سهم عند مستويات 30 جنيها، ولكن السهم تراجع الى مستوى 25 جنيها، فبدلا من أن تقوم بالبيع إلا أنك كمستثمر تحدث نفسك قائلا “ليس وقت البيع ولن أبيع الآن بخسارة “
ومن ثم تظل محتفظ بالسهم حتى يهوى إلى مستويات 18 جنيها وتكتشف أنك خسرت 40 %
والمفارقة انه هو نفس الشخص، ونفس السوق، ولكن قرارات مختلفة تمامًا فى ظروف مختلفة.
لماذا ؟
إذن لماذا تلك القرارات، ببساطة لأنك كمستثمر لا تفكر بتفكر كـ “مستثمر عقلاني”… وإنما تفكر كـ إنسان.
وعلم النفس يطلق على هذا التصرف: “نظرية الآفاق ” (Prospect Theory) .
وماهي هي نظرية الآفاق؟، العالمان دانيال كانيمان وأموس تفرسكي اكتشفوا حاجة صادمة:، “الإنسان بيحِس بألم الخسارة ضعف شعوره بلذة الربح.”
أي انه إذا ربحت 1000 جنيه، ستشعر بسعادة غامرة ولكن لو خسرت 1000 جنيه، ولكن ستشعر بالألم ضعف الفرح ، وهذا يخلق سلوكيات غريبة في التداول:
الموقف، رد الفعل الطبيعي، السبب النفسي، فأنت رابح، تبيع مبكر، تشعر بخوف إذا تبدد الربح فتتجنب المخاطرة .
أنت خاسر، تمُسك وتأمل، ليس مستعد تكتب “خسارة” → حب المخاطرة
أي: فى حال الربح تكون أشد حرصاً، وفي الخسارة .. تقامر، وهذا عكس تمامًا ما يفترض أن تقوم به .
إذن فلماذا هذا خطر؟، لأنك ببساطة توهم نفسك إنك “منضبط”، وأنت في الحقيقة تسيطر عليك عواطفك.
تبيع الربح مبكر فأنت بذلك تضيع على نفسك فرص نمو هائلة، وتمُسك في الخسارة فأنت بذلك تحول خسارة صغيرة لكارثة.
والأصعب أن يحدث هذا مع المتداولين المحترفين، ولكن الفرق إنهم يدركون إن عقولهم خدّاع، فيستخدمون قواعد تحميهم من نفسهم.
وكيف تحمي نفسك كمستثمر “نصائح عملية “
1 – عليك أن تجعل قرار البيع يبنى على “إشارات”، وليس على “مشاعر”، ولو السهم كسر دعم رئيسي + حجم عالي → عليك ان تبيع، ولو السهم في اتجاه صاعد + الحجم داعم → احتفط، مهما كان ربحك أو خسارتك!
2 – استخدم “وقف الخسارة”… ونفذّه بدون تردد، وعليك أن تحدّد نقطة بيع قبل أن تشتري.
وإذا وصل إليها السهم… عليك ان تبيع فورًا، ولا تقول : “سيعود”… هذا وهم .
3 – في الربح: عليك ألا تتعجل، واسأل نفسك: “هل الاتجاه مازال قوي؟”، إذا كانت الإجابة نعم… اترك أرباحك تنمو.
وتذكّر دائماً : المستثمر الذي يخاف من الخسارة… بيضيع الربح، والمستثمر الذي يرفض الخسارة… بيخسر أكتر.”
خلاصة البورصجيه :
البورصة ليست اختبار لذكائك المالي، وإنما هي اختبار لقدرك على السيطرة على نفسك.
ونظرية الآفاق علمتنا شيئاً بسيط :
فأنت ليس عقلاني… وأنا أيضا ليس عقلاني، ولكن الفرق بين الناجح والفاشل، هو أن الناجح يجعل القواعد تحكمه… وليس مشاعره.
فلاد بد أن تكون على قدر من الوعي، والتزم بالإنضباط ، واسأل نفسك دائماً :” هل أقوم بذلك من أجل السوق .. أم من أجل خوفي ؟ ، فالربح الحقيقي يبدأ حينما تتغلب على نفسك.”
وفى النهاية الرسالة إلى المستثمر فعليك إن أردت أن تطبق هذا على أرض الواقع فبإمكانك مراسلتنا علي الايميل [email protected] .
