قالت الدكتورة ريهام طارق، الباحثة في ماجيستير القانون الجنائي بجامعة القاهرة، أن المخدرات من أخطر الظواهر السلبية التي تهدد استقرار المجتمعات وأمنها لما لها من آثار مدمرة لا تقتصر على الفرد المتعاطي فقط، بل تمتد لتشمل الأسرة والمجتمع بأسره فهي آفة خطيرة تقضي على العقول، وتستنزف الطاقات، وتُسهم في انهيار القيم الأخلاقية والإنسانية، مما يجعل مكافحتها ضرورة ملحّة لا تحتمل التأجيل.
وأشارت ريهام طارق، في تصريحات خاصة لـ”نيوز مصر” الي أن للمخدرات تأثيرًا بالغ الخطورة على الفرد، إذ تؤدي إلى تدهور الصحة الجسدية والنفسية، وتُضعف القدرة على التفكير السليم واتخاذ القرارات الصحيحة، كما يفقد المتعاطي إحساسه بالمسؤولية، ويتراجع مستواه التعليمي والمهني، وقد يتحول من عنصر فعّال في المجتمع إلى عبء ثقيل على أسرته والدولة ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل قد يدفعه الإدمان إلى ارتكاب الجرائم والانحرافات السلوكية من أجل الحصول على المال اللازم لشراء المخدرات.
وتابعت ريهام طارق، أما على مستوى الأسرة، فتتسبب المخدرات في تفكك الروابط الأسرية، وانتشار الخلافات والعنف والإهمال، مما يخلق بيئة غير مستقرة تهدد تربية الأبناء تربية سليمة، ويعاني أفراد الأسرة، وخاصة الأطفال، من آثار نفسية واجتماعية عميقة، مثل الشعور بالخوف والقلق وفقدان الأمان، وهو ما ينعكس سلبًا على سلوكهم ومستقبلهم.
وأكدت ريهام طارق، على مستوى المجتمع، تؤدي المخدرات إلى ارتفاع معدلات الجريمة والبطالة، وتراجع الإنتاجية، وإهدار الموارد الاقتصادية في العلاج ومكافحة الجرائم بدلًا من توجيهها نحو التنمية والتقدم. كما تُعد سببًا رئيسيًا في ضياع طاقات الشباب، الذين يُمثلون عماد الأمة وأساس نهضتها.
واختتمت ريهام طارق، إن مواجهة خطر المخدرات تتطلب تضافر جهود جميع مؤسسات المجتمع، من الأسرة إلى المدرسة ووسائل الإعلام، ويجب التركيز على التوعية، وتعزيز القيم الدينية والأخلاقية إلى جانب دعم المدمنين نفسيًا وعلاجيًا لمساعدتهم على العودة إلى الطريق الصحيح فبمجتمع واعٍ ومتكاتف يمكننا القضاء على هذه الآفة وحماية مستقبل الأجيال القادمة.


