📅
الجمعة
08 أغسطس 2025
🕒 01:00 PM

NE

News Elementor

لجنة الشئون العربية بالصحفيين تعقد صالونها الأول حول تأثير مستقبل الشرق الأوسط

محتوي الخبر

عقدت لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، أولى فعاليات صالونها الشهري تحت عنوان: “تأثير الصراعات الإقليمية على مستقبل الشرق الأوسط”، بمشاركة نخبة من الدبلوماسيين وأساتذة العلوم السياسية، لمناقشة التطورات المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط، وانعكاساتها على استقرار المنطقة ومستقبلها السياسي والاقتصادي.

شارك في الصالون كل من السفير محمد العرابي، رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية ووزير الخارجية الأسبق، والسفير عاطف سالم، سفير مصر الأسبق لدى إسرائيل، والسفير الدكتور صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، والدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، والدكتور جهاد الحرازين، أستاذ القانون العام والنظم السياسية، والدكتور عبد الرحمن الغالي، الأمين العام الأسبق لحزب الأمة السوداني.

وقال محمد السيد الشاذلي، رئيس لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، إن الصالون يأتي في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها الإقليم، وتزايد حدة الصراعات والتوترات في المنطقة، مشيرًا إلى أن الهدف من الصالون هو فتح مساحة للحوار الجاد حول تداعيات هذه الأزمات، وتأثيرها على استقرار الشرق الأوسط، من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأضاف الشاذلي أن الصالون يعكس اهتمام اللجنة المتزايد بقراءة المشهد الإقليمي المعقد، وتحليل انعكاساته على الأمن القومي العربي، مشددًا على أهمية دور الإعلام في توعية الرأي العام وفهم أبعاد تلك الصراعات. وتمنى أن تتحول هذه اللقاءات الشهرية إلى منصة فكرية منتظمة تساهم في تعميق النقاش حول قضايا المنطقة.

وتساءل الشاذلي خلال كلمته: “هل يتجه الشرق الأوسط نحو تسويات أم مزيد من الانفجارات؟ هل نشهد نهاية مشروع الشرق الأوسط، أم إعادة إحيائه بصيغ جديدة؟ ما السيناريوهات المطروحة لليوم التالي لوقف إطلاق النار في غزة؟ ومن يملك مفاتيح تنفيذها؟ وكيف تفكر إسرائيل في هذه المرحلة؟ وهل ستواصل التصعيد أم تتجه إلى المسار السلمي؟”.

من جانبه، أوضح السفير محمد العرابي أن تسارع وتيرة الأحداث العالمية يفرض تحديات كبيرة على الدور الإقليمي المصري، مؤكدًا أن مصر تضع حماية أمنها القومي في مقدمة أولوياتها.

وأشار إلى أن طبيعة الأزمات في المنطقة تغيرت كليًا عمّا كانت عليه قبل ربع قرن، حيث أصبحت طويلة الأمد وصعبة الحل، ما يعني أن المنطقة مرشحة للبقاء في حالة اضطراب لفترة طويلة.

وأضاف العرابي أن المتغيرات الدولية، من بينها الأزمات العابرة للحدود مثل جائحة كورونا، أثبتت أن الحماية لم تعد مرتبطة بالحدود فقط، وأن العالم بات محكوماً بـ”قانون القوة” وليس “قوة القانون”. كما أشار إلى التأثيرات الاقتصادية العالمية، مستشهدًا بتأثر العالم بقرارات رفع الفائدة خلال ولاية الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن.

وأكد العرابي أن مصر أثبتت قوتها خلال الأزمات الأخيرة، خاصة منذ بداية عملية “طوفان الأقصى”، حيث حافظت على استقلال قرارها، وابتعدت عن الدخول في صراعات وهمية، مضيفًا: “لم يحدث من قبل أن تكون المحاور الاستراتيجية الأربعة لمصر مشتعلة في وقت واحد، لكنها نجحت في التعامل معها بكفاءة واقتدار”.

بدوره، أكد السفير صلاح حليمة أن البحر الأحمر بات يمثل مركزًا رئيسيًا للصراع في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن الحديث عن مشروع الشرق الأوسط الجديد سبق عملية “طوفان الأقصى”.

وأضاف أن تطابق أفكار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعكس رغبة مشتركة في تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن ما يحدث حاليًا هو صراع بين التسوية والتصفية، والعنصر الحاسم في هذا الصراع يتمثل في مواقف الدول العربية.وطالب حليمة بعض الدول العربية التي تلتزم الصمت باتخاذ موقف حازم، من خلال تعليق الاتفاقيات التجارية مع إسرائيل، التي وصفها بأنها تمارس “إرهاب الدولة”.

كما نبه إلى محاولات تفتيت الدول، مثل ما يجري في السودان، حيث تقاتل قوات الدعم السريع الجيش النظامي، وشكلت حكومة موازية، فضلًا عن الطموحات الإثيوبية في الصومال للحصول على منفذ على البحر الأحمر.

أما السفير عاطف سالم، أكد أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية يُعد تطبيقًا مباشرًا لـ”صفقة القرن” التي نجحت مصر في إجهاضها خلال ولاية ترامب الأولى، مشيرا إلى أن إسرائيل دولة منظمة لكنها ليست قوية بذاتها، بل تستمد قوتها من الدعم الأمريكي والأوروبي، مؤكدًا أن وجودها مرهون باستمرار هذا الدعم.وفي السياق ذاته، حذّر الدكتور طارق فهمي من الانجرار وراء الروايات التي تروج لها وسائل الإعلام الإسرائيلية والأجنبية، والتي تهدف إلى بث القلق والذعر في المنطقة.

وأوضح أن الأحزاب الإسرائيلية لا تملك تأثيرًا حقيقيًا، بل تُستخدم كأدوات لتسويق أجندات إعلامية مدفوعة.

وأشار فهمي إلى غياب التيارات الأيديولوجية داخل إسرائيل، مقابل تزايد التوجه نحو التصعيد العسكري كوسيلة لفرض وجودها في الإقليم. ورغم امتلاكها ترسانة عسكرية وقدرات نووية، أكد أن إسرائيل تعاني من “عقم استراتيجي”، وأن مصدر القلق الحقيقي داخلها ليس حماس أو إيران، بل “الدور المصري المتصاعد”.

واختتم فهمي حديثه بالإشارة إلى تعزيز مصر لقواتها في سيناء خلال الفترة الأخيرة، وهو ما أثار قلقًا في الأوساط الإسرائيلية، واعتبره البعض رسالة واضحة بأن السياسات الإسرائيلية الحالية تمثل مصدر إزعاج لمصر.

وفي ختام الصالون، شدد المتحدثون على أهمية دعم حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام، وأكدوا أن استقرار مصر يمثل ركيزة أساسية لمواجهة التحولات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة، انطلاقًا من ثقلها التاريخي ودورها المتوازن في إدارة علاقاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.

“نيوز مصر” هو موقع إخباري مصري مستقل، يسعى إلى تقديم تغطية شاملة ومهنية لأهم الأخبار المحلية والعالمية، بمنظور مصري يعكس نبض الشارع واحتياجات المواطن.

تواصل معنا ..

تم تصميمه و تطويره بواسطة
www.enogeek.com
حقوق النشر محفوظة لـ نيوز مصر © 2025