قالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، إن ما تشهده المناطق الحدودية الجنوبية من تقلبات جوية يعود إلى امتداد الحزام المداري (الفاصل المداري)، وهو عبارة عن نطاق من السحب الرعدية المرتبطة بالأمطار الصيفية التي تهطل عادة على منابع النيل في السودان وإثيوبيا.
وأوضحت خلال مداخلة مع الإعلامي محمد المهدي، على قناة “إكسترا نيوز”، أن هذا الحزام بدأ في التحرك شمالًا باتجاه السودان، مما أدى إلى تأثر بعض المناطق الحدودية في جنوب مصر بهذه الحالة، خاصة مع تكوّن سحب رعدية يصاحبها نشاط للرياح الهابطة، والتي تتسبب في إثارة الرمال والأتربة المنقولة.
وأضافت أن الأتربة المثارة القادمة من شمال السودان بدأت في التأثير بالفعل على عدد من المناطق داخل مصر، مثل أبو سمبل، أسوان، حلايب، شلاتين، ومرسى علم، إلى جانب بعض المناطق في محافظة الأقصر، مشيرة إلى أن ذلك تسبب في انخفاض مستوى الرؤية الأفقية إلى نحو 1000 متر في بعض المناطق.
وعن توقعات استمرار التقلبات الجوية، أوضحت د. منار أن تأثير الحزام المداري سيظل قائمًا اليوم الخميس، مع استمرار فرص سقوط الأمطار على مناطق من أبو سمبل، حلايب، وشلاتين، مضيفة أن هذه السحب الرعدية قد تتسبب أيضًا في استمرار نشاط الرياح المثيرة للأتربة.
وتوقعت أن يبدأ تأثير الأتربة في التراجع غدًا الجمعة، في حين تستمر فرص الأمطار على مدينة حلايب. أما بحلول يوم السبت، فمن المتوقع أن تتلاشى فرص سقوط الأمطار تمامًا، وكذلك الأتربة المثارة.
وشددت على ضرورة توخي الحذر خاصة لسكان أسوان وجنوب البحر الأحمر وجنوب الصعيد عمومًا، مشيرة إلى أن الأتربة تسببت في انخفاض ملحوظ في مستوى الرؤية، مما يتطلب القيادة بهدوء على الطرق، ويفضل ارتداء الكمامات عند الخروج.
وأشارت إلى أن كميات الأمطار المتوقعة ستكون متفاوتة من منطقة لأخرى، وتتراوح بين خفيفة إلى متوسطة وربما رعدية في بعض المناطق، نتيجة لارتفاع الفاصل المداري.
وبشأن ما إذا كان هذا الوضع الجوي معتادًا في مثل هذا التوقيت من العام، أكدت د. منار أنه لم يكن معتادًا في السابق، لكن خلال الخمسة إلى العشرة أعوام الأخيرة، بدأ هذا النمط يتكرر، مضيفة: “في السنوات الماضية بدأنا نلاحظ امتداد الحزام المداري شمالًا بشكل أكبر، وهو ما أدى إلى تساقط أمطار في مناطق لم تكن معتادة على ذلك، كما حدث في نهاية يوليو وبداية أغسطس من العام الماضي، حيث وصلت الحالة الجوية إلى حد السيول في محافظة أسوان.”