قال الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، إن معنى “إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا” يحمل رسالة عظيمة تتعلق بنقاء الرزق وصفائه، موضحًا أن الرزق الطيب هو الذي يأتي من طريق حلال، ويُصرف في موضع يرضي الله سبحانه وتعالى.
وأضاف العالم الأزهري، خلال حوار مع الإعلامية إيمان رياض، ببرنامج “من القلب للقلب”، المذاع على قناة “mbc masr2″، اليوم الاثنين: “لما نتكلم عن المال وخصوصًا المال الحلال، نحدد كمان ونقول: المال الطيب، الدعاء اللي بنقوله دايمًا: اللهم ارزقنا علمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملاً متقبلا”.
وأوضح أن المال الحلال ليس مجرد مال لا يُسرق أو يُغتصب، بل هو المال الذي يُكتسب بطرق مشروعة خالية من الغش أو الظلم أو الاحتكار، ويترافق مع نية صادقة في تحري رضا الله، قائلًا: “المال الطيب مفهوش شيء خبيث، لا يغضب ربنا، ولا يتضمن أذى للناس، اللي يقول لحد سلفني فلوس وبعدين يختفي أو يقفل موبايله، ده مش مال طيب”.
وأكد أن الشريعة الإسلامية حرصت على حماية الضروريات الخمس: الدين، النفس، العقل، النسل، والمال، مشيرًا إلى أن المال واحدة منها، قائلًا: “إزاي نحافظ على فلوسنا؟ نجيبها منين ونصرفها إزاي؟ إحنا عندنا قدوة واحدة: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة”.
وشدد على أهمية ما سمّاه “الوعي المالي”، والذي يشمل معرفة مصادر المال وكيفية إنفاقه، وربطه دومًا بما يُرضي الله، موضحًا: “الفلوس اللي بتدخل جيبي، المرتب، التحويل، التطبيقات، لازم أراجع مصدرها ومصرفها، مش أي دخل يُعتبر طيب، حتى لو شكله قانوني”.
وتابع: “لما ربنا يقول: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم)، بيؤكد على الطيب مش مجرد الحلال، الطيب يعني المال اللي مفيهوش غش ولا ظلم ولا حيلة، الطيب هو اللي مش بيسبب أذى لا للنفس ولا للناس”.
واستكمل: “الفرق بين المال الحلال فقط، والمال الحلال الطيب، إن الأول قد يأتي من طريق مشروع، لكن التمام والكمال يكون لما يُصرف في مكان يرضي الله، عندها يتحول إلى مال طيب، يؤجر عليه صاحبه في الدنيا والآخرة”.
