قالت ملك ياسر، الباحثة الأثرية، أنه على بُعد خطوات من ميدان التحرير، يقف شامخًا كواحد من أهم رموز القاهرة التاريخية، إنه المتحف المصري بالتحرير، الذي يحتضن بين جدرانه عبق الحضارة المصرية القديمة. لا يزال المتحف مقصدًا للزوار من جميع أنحاء العالم، رغم مرور أكثر من 120 عامًا على افتتاحه، محتفظًا بمكانته كأحد أهم المتاحف الأثرية في العالم.
وأشارت الباحثة الأثرية، في تصريحات خاصة لـ”نيوز مصر” يُعد المتحف المصري من أقدم المتاحف الأثرية في الشرق الأوسط، حيث تم افتتاحه رسميًا عام 1902، ليضم بين جنباته أكبر مجموعة أثرية للحضارة المصرية القديمة. وقد صمّمه المعماري الفرنسي “مارسيل دورنون”، على الطراز النيوكلاسيكي، واختير موقعه بعناية ليكون في قلب العاصمة النابض بالحياة.
وأكدت ملك ياسر، أن المتحف يضم أكثر من 170 ألف قطعة أثرية، تتنوع بين تماثيل، ومومياوات، وكنوز، وأدوات جنائزية، ومخطوطات بردي نادرة. ومن أبرز ما يلفت نظر الزائرين كنوز الملك “توت عنخ آمون”، التي عُرضت لعقود في قاعاته، قبل أن تُنقل تدريجيًا إلى المتحف المصري الكبير بالجيزة.
وتابعت، أن المتحف لا يكتفي بعرض القطع الثمينة، بل يروي من خلال كل حجر قصة حضارة امتدت آلاف السنين، بداية من عصور ما قبل التاريخ، مرورًا بالدولة القديمة والوسطى والحديثة، وصولًا إلى العصرين اليوناني والروماني. وبين أروقته، يمكن للزائر أن يشاهد تطور الفكر الديني والفني والاجتماعي عند المصري القديم.
وأضافت ملك ياسر، أنه خلال السنوات الماضية، شهد المتحف أعمال تطوير تهدف للحفاظ على المبنى التاريخي وتجديد قاعاته بما يتناسب مع متطلبات العرض المتحفي الحديث، مع الحفاظ على طابعه الأثري الفريد. كما أُدرج المتحف على قائمة اليونسكو التمهيدية للتراث العالمي، تأكيدًا لقيمته الثقافية والمعمارية.
وأوضحت الباحثة الأثرية، أنه رغم انتقال بعض القطع إلى المتحف الكبير، لا يزال المتحف المصري بالتحرير قلبًا نابضًا للحضارة، ومقصدًا لمحبي الآثار من الداخل والخارج. إن زيارته ليست مجرد رحلة في الزمن، بل شهادة حية على عظمة المصريين القدماء وقدرتهم على تخليد تراثهم عبر العصور.