قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن آية الصيد في سورة المائدة: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ”، هي كنز من كنوز الإعجاز البياني والبلاغة الربانية التي تعلو على طاقة البشر.
وأوضح داود، خلال حلقة برنامج “بلاغة القرآن والسنة”، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن هذه الآية نزلت في سياق ابتلاء حقيقي واجهه الصحابة الكرام في عام الحديبية، حينما كان الصيد يقترب من رحالهم حتى أصبح في متناول أيديهم ورماحهم، وهو أمر يشكل امتحانًا دقيقًا لإيمانهم والتزامهم، خاصة أن العرب كانوا أهل صيد ومهارة فيه، لكنهم امتثلوا لأمر الله رغم الإغراء الشديد.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن ذكر “الابتلاء” قبل النهي الصريح عن الصيد في الآية التالية: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ”، جاء لتمهيد الحكم وتغليظه، وإبراز الصدق في الطاعة والانقياد، مؤكدا أن هذا الامتحان الإيماني العميق يبرز من يخشى الله في الغيب، ويقدم صورة رفيعة من صور الامتثال والخضوع لأوامر الشريعة.
وأضاف أن مصطلح “مناسبة النزول” أدق من مصطلح “سبب النزول”، لأن المناسبة تتعلق بالإطار العام والسياق الذي جاءت فيه الآية، وليس فقط بحادثة بعينها.