استقبل تشاو تشي مين، الأمين العام للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، في مستهل وصوله إلى الأراضي الصينية للمشاركة في مؤتمر علمي تنظمه الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، ويُعقد على مدار يومَي الاثنين والثلاثاء المقبلَين في معهد التاريخ الصيني، تحت عنوان: (التسامح الديني ومناهضة التمييز في إطار مبادرة الحضارة العالمية)، بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين من مختلِف دول العالم.
وتناول الجانبان خلال اللقاء الدَّور الرائد الذي تضطلع به الدولة المصرية والأزهر الشريف في ترسيخ ثقافة التسامح الديني، وتعزيز قِيَم السلام والتعايش الإنساني، ونبذ العنف وإراقة الدماء، مؤكِّدين أنَّ رسائل فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، في مجال التسامح والسلام تشقُّ طريقها إلى أصقاع الأرض كافة، حاملةً أنوار الوسطية وسماحة الفِكر.
وأكَّد الدكتور محمد الجندي أنَّ الأزهر الشريف يضطلع بمسئولية تاريخية في نشر قِيَم الحوار الحضاري، والتواصل بين الأمم والشعوب، انطلاقًا من رسالته العالمية التي تقوم على الوسطية والاعتدال، مشيرًا إلى أنَّ مشاركته في هذا المؤتمر تأتي في إطار حرص الأزهر على مدِّ جسور التفاهم الإنساني، وتبادل الخبرات العلمية والفكرية في القضايا المشتركة، وفي مقدمتها قضايا التسامح ونبذ الكراهية، ودعم مبادرات تعزيز السلم الأهلي والعيش المشترك.
وأوضح الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ حفاوة الاستقبال التي لقيها من قيادة الأكاديمية وكوادرها العلمية تعبِّر عن عُمق التقدير المتبادل، وتؤكِّد متانة الروابط الثقافية والعلمية بين الجانبين، لافتًا إلى أنَّ الأزهر الشريف ينظر إلى التعاون مع المؤسسات العلمية والثقافية في مختلِف دول العالم بوصفه ركيزةً أساسيةً لتعزيز الحوار البنَّاء وتبادل الخبرات، لافتًا إلى أنَّ الانفتاح على التجارِب الإنسانية المتنوِّعة يثري العمل الدعوي والفكري، ويؤكِّد أنَّ قِيَم التسامح والعيش المشترك هي الأساس المتين لأيَّة نهضة حضارية حقيقية.
من جانبه، أعرب السيِّد تشاو تشي مين عن تقديره العميق للدور العالمي الذي يضطلع به فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر في نشر قِيَم التسامح وتعزيز ثقافة السلام بين الشعوب، مشيدًا بجهوده في توعية المجتمعات ونشر الوعي الديني الصحيح القائم على الاعتدال والفهم المستنير، موجِّهًا شكره لشيخ الأزهر على ما يبذله من مساعٍ حثيثة لترسيخ الحوار، وبناء جسور التواصل الحضاري على أساس من الاحترام المتبادل والمودة الصادقة.
كما أعرب الأمين العام للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية عن تطلُّعه الكبير إلى زيارة قريبة لرحاب الأزهر الشريف؛ للقاء فضيلة الإمام الأكبر، بوصفه رمزًا عالميًّا للسلام، وجسرًا متينًا يصل بين الحضارات، ومنارةً تنشر الوئام وتدعو إلى التقارب بين الشعوب.