📅
الأحد
10 أغسطس 2025
🕒 10:53 AM

NE

News Elementor

د. عاصم حجازي يكتب: صناعة المحتوى الهابط.. المشكلة والحل

محتوي الخبر

تبذل الدولة جهودا كبيرة في مواجهة المحتوى غير الأخلاقي والذي للأسف أصبح له جمهوره وأصبح تأثيره على منظومة القيم والأخلاق ينذر بكارثة أخلاقية ومؤخرا تم القبض على عدد من صانعي المحتوى الهابط تمهيدا لإحالتهم إلى المحاكمة لنيل العقوبة المستحقة وفقا للقانون.

ولكن ما يعنينا كمتخصصين في علم النفس هو الإجابة عن بعض الأسئلة المهمة لفك لغز الانتشار السريع لمحتوى واضح السوء بهذا الشكل.

ولنبدأ ببيان الأسباب وراء ذلك ومنها بالطبع ما يتعلق بصانعي المحتوى ومنها ما يتعلق بالجمهور, أما ما يتعلق بصانعي المحتوى فلهم أهدافهم وبعضهم يتستر وراء هذا المحتوى لإخفاء جريمة أخرى كغسيل الأموال وغير ذلك أما الطائفة التي تهدف إلى تحقيق الربح المادي من نشر الفيديوهات التافهة والتي تخاطب الغرائز فإنهم نجحوا في استغلال الطبيعة البشرية المجردة عن أي التزام أخلاقي أو ديني والتي يقودها الفضول والرغبة في إشباع الغرائز في الخفاء.

وباستغلالهم لهذا الضعف البشري واستغلالهم لضعف الثقافة الرقمية لدى كثير من رواد وسائل التواصل الاجتماعي وضعف الوازع الديني والأخلاقي لدي كثير منهم أيضا فإنهم استطاعوا الحصول على عدد كبير من المتابعين واستطاعوا أن يحققوا من وراء ذلك أرباحا خيالية.

أما عن الجمهور من المتابعين والمشاهدين فبعضهم حريص على المتابعة لمشاهدة كل جديد وبعضهم قد يشاهد أحد الفيديوهات من خلال مشاركة البعض له على صفحة أو غير ذلك ولكن الدافع الذي يقف خلف كل هذا في المقام الأول هو دافع الفضول الحر غير المقيد بأي قيود والبعض أيضا يشاهد بهدف التسلية والضحك والتخفيف من الضغوط اليومية الناشئة عن العمل وهكذا, وهناك فئة من المشاهدين بالطبع تحركهم الغرائز وهذه من نقاط الضعف التي يستغلها صناع المحتوى.

ولكن على أية حال فإن الحل لمثل هذه الأمور ليس سهلا ويجب أن يأخذ عدة جوانب تسير بالتوازي جنبا إلى جنب فإلى جانب التشريعات القوية التي تمنع صناعة المحتوى غير الأخلاقي وإلى جانب الملاحقة القانونية للخارجين عن حدود الذوق والأدب فإننا بحاجة فعلا إلى تبني مبادرة قومية لنشر الثقافة الرقمية والتوعية بمخاطر مشاهدة ومشاركة مثل هذه المواد التي تدمر أخلاق وقيم وعادات الأطفال والشباب والكبار على حد سواء ويجب أن نعلم أطفالنا كيفية الاستفادة بشكل إيجابي من التكنولوجيا الرقمية وما تتيحه من فرص هائلة للنمو العلمي والمهني ويجب أن نشغل وقت فراغهم بما يفيدهم وألا نتركهم منذ البداية أمام الشاشات بلا رقيب وبلا أي توجيه كما ينبغي العمل على تقوية الوازع الديني وتوجيه فضول الأطفال والشباب نحو الموضوعات العلمية وما يفيدهم بشكل عام ومن ثم فإن المواجهة القانونية وحدها ليست كافية ولكننا بحاجة إلى مواجهة تربوية قوية من قبل الأسرة والمدرسة.

“نيوز مصر” هو موقع إخباري مصري مستقل، يسعى إلى تقديم تغطية شاملة ومهنية لأهم الأخبار المحلية والعالمية، بمنظور مصري يعكس نبض الشارع واحتياجات المواطن.

تواصل معنا ..

تم تصميمه و تطويره بواسطة
www.enogeek.com
حقوق النشر محفوظة لـ نيوز مصر © 2025