ما هذا الذي يجري في سوريا ويضربها بعنف في العمق وتظل الكثير من حقائقه خافية علينا. مع رئيس صوري ونظام حكم مجهول الهوية والنسب.، ولا نعرف من يمسك بخيوطه في الداخل والخارج؟.
ما يحدث في السويداء وفي غيرها يؤشر بان سوريا في طريقها الي الاقتتال الداخلي بين مختلف مكوناتها العرقية والطائفية علي نطاق اوسع واشمل، والي حالة من الفوضي الشاملة التي قد تفشلها كدولة مهددة من داخلها وخارجها بتحديات وإخطار غير مسبوقة والتي سوف يفاقمها ويزيدها تعقيدا سماح نظام الشرع بتجنيس جيش الارهابيين الذين دخلوا الي سوريا واستوطنوها وشبعوا تخريبا فيها قبل سنوات من سقوط نظام الحكم السابق، وهم من ترفض دولهم عودتهم اليها لخطرهم عليها كارهابيين لا ولاء لهم ولا انتماء الا للمنظمات الارهابية التي ينتمون اليها ويعملون لحسابها وهم بعشرات الآلاف ممن اصبحت بصماتهم واضحة في كل مكان في سوريا وفي ظاهرة واضحة لا تخطئها العين بسماتهم المميزة التي نعرفها عنهم وهذه مصيبة كبيرة اخري تضيف الي جملة مصائب سوريا التي يمتلئ واقعها بها وتاخذها وراءها الي نهاية طريق مسدود.
هذه الاوضاع السورية المتازمة بشدة غير بعيدة عن الاصابع الخارجية التي تلعب دورا كبيرا في تسخينها وتصعيدها وتعقيدها للوصول بها الي نقطة اللا حل وعندها سوف يكون الطريق مفتوحا علي آخره امام مخططات التفكيك والتقسيم العرقي والطائفي الذي سوف يفقد سوريا كيانها كدولة موحدة ويسقطها من كافة المعادلات والحسابات العربية والاقليمية وهي المخططات التي قد تاخذ صورا واشكالا لا نعرفها في اروقة اجهزة مخابراتهم.التي لا تتوقف لحظة عن التآمر علي هذه المنطقة.
قناعتي هي أن سوريا تعيش حاليا في خطر حقيقي مهما بدا الامر لنا وكان ما تمر به من عنف واضطراب وعدم استقرار امني، ليس سوي ازمة عابرة في طريقها الي الزوال وأن نظام الشرع ما زال قادرا علي احكام قبضته عليها، وضبط الاوضاع الامنية المتدهورة في سوريا واستعادة الهدوء والنظام فيها.
وهذا وهم كبير في اعتقادي، لا وجود له علي ارض الواقع في ظل ما تؤشر به الشواهد السلبية الراهنة من أخطار وتحديات وهو النظام المهدد بخطر الانقلاب عليه من داخله والاطاحة به في أي وقت وهو احتمال وأرد بدرجة كبيرة ولا ينبغي استبعاده ومن اتوا بالشرع الي موقعه يعرفون ذلك اكثر من غيرهم ولديهم البدائل الجاهزة في الوقت المناسب اذا ما اصبح الشرع ورقة محروقة بالنسبة لهم.
كل ما أستطيع أن أقوله هنا هو أن المؤامرة الاسرائيلية الامريكية علي المنطقة العربية تعيش أزهي عصورها بما يجري في طول المنطقة العربية وعرضها وكما أكدت مرارا، أننا امام مخطط تآمري خطير متعدد المحاور والمراحل والحلقات.
وما يحدث حاليا في سوريا هو أحد حلقاتها المهمة في التوقيت الموضوع لها العيب ليس فيهم كمتإمرين يبحثون عن مصالحهم بوسائلهم مهما كانت شيطانية او شريرة وانما العيب فينا كمتفرجين عليهم من بعيد لا نتاثر ولا نتحرك ولا نتدخل لمنعهم او ردعهم او لوقفهم عند حدهم تاركين لهم الميدان يصولون فيه ويجولون وحدهم.
