أكد الدكتور أحمد سعيد، أستاذ القانون التجاري، أن صناعة المحتوى الرقمي تُمثل ظاهرة خطيرة ومتنامية، ولها تأثيرات عميقة على الهوية الوطنية والقيم الثقافية، مشددًا على ضرورة التعامل معها بأولوية واهتمام ملح.
وقال “سعيد”، خلال لقائه مع الإعلامي محمد البيطار، ببرنامج “الاقتصاد والناس” عبر القناة الثانية، إن العولمة لم تجلب فقط آثارًا اقتصادية سلبية مثل تحويل العالم إلى مجرد مستهلكين، بل كانت لها تداعيات خطيرة على الفكر والمجتمع، من بينها ظهور مظاهر الإرهاب الفكري والفكر السلبي الذي انتشر عبر وسائل الإعلام التقليدية مثل الأفلام القادمة من هوليوود، ثم تصاعد الأمر مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي التي تعمل كبوابات لنقل المعلومات بسرعة فائقة.
وأضاف أن المحتوى الرقمي الذي يُبث من الخارج يتميز بإبهار عالي وعناصر إثارة، وهو في الحقيقة جزء من “توليفة العولمة” التي تهدف إلى تغييب العقول وصناعة جيل جديد بفكر مختلف، مما أدى إلى تبعية كبيرة للدول النامية وطمس للهوية الوطنية، ومحو للعادات والتقاليد.
وأكد أستاذ القانون التجاري، أنه من الضروري أن تتوفر لدينا محتويات وطنية جاذبة وقوية لاستقطاب شبابنا وتحصينهم من هذه التأثيرات.
وأضاف “سعيد”، خلال لقائه مع الإعلامي محمد البيطار، ببرنامج “الاقتصاد والناس” عبر القناة الثانية، أن العديد من المفكرين المصريين نبهوا منذ التسعينات وأوائل الألفينات إلى مخاطر العولمة وتأثيراتها السلبية.
وأوضح أن الدولة حينها لم تكن مستعدة بالشكل الكافي لمجابهة سرعة انتشار المعلومات على السوشيال ميديا وتأثيراتها على الأحداث السياسية والاجتماعية، كما حدث في ثورة يناير التي شهدت دورًا كبيرًا للسوشيال ميديا في نشر المعلومات.
وأكد الدكتور أحمد سعيد، أن ما يُميز عصرنا الحالي هو سرعة انتقال الأخبار التي أصبحت تغطي العالم خلال دقائق معدودة، ما يجعل من الصعب التصدي للحروب المعلوماتية التي باتت جزءًا من الحروب النفسية الحديثة.
وأضاف “سعيد”، أن هذه الحروب تهدف إلى بناء أجيال فاسدة وضعيفة على المدى الطويل، وتخدم مصالح أطراف خارجية.
وتابع: “يعني كان زمان كان فيلم بيطلع من هوليوود، هم دول اللي بيساهموا في العولمة، النهاردة في السوشيال ميديا أنت دقيقة بدقيقة في تأثير بيحصل في الهوية وفي الشخصية وفي العادات وفي التقاليد من خلال المحتوى اللي بيتم بثه إلينا من الغرب ومن الخارج، المحتوى ده مليء بالإبهار، المحتوى ده بيحتوي على عناصر من الإثارة مختلفة، في توليفة كده هي توليفة العولمة لتغييب العقول، لصناعة فكر جديد ولصناعة جيل جديد”.
واستطرد: “المخاطر دي إحنا بنعاني منها من سنوات، ودي أدت لتبعية كبيرة في كثير من الدول النامية وطمس هوية كثير من الدول ومحو كثير من العادات والتقاليد، كان لازم يبقى عندنا المحتوى بتاعنا، المبهر اللي أقدر أحط به شبابنا.”
وأكد سعيد، أنه من الناحية القانونية يُمكن لبعض الدول اتخاذ إجراءات مثل حجب تطبيقات أو منصات، كما حدث في الصين عندما تم حجب فيسبوك.
وأشار “سعيد”، إلى غياب العدالة العالمية الحقيقية، حيث تهتم كل دولة بمصالحها الخاصة، ما يبرز التحدي الكبير في مواجهة المحتوى الضار على الإنترنت.
ولفت إلى أن هناك سيطرة واضحة على الخوارزميات التي توجه للمستخدمين المحتوى المناسب لأفكارهم وسلوكياتهم، ما يساهم في تضخيم تأثيرات السوشيال ميديا، مشيرًا إلى أن هذا التحكم في المحتوى يستغل في أوقات معينة للتحريض على أزمات أو إشعال نزاعات، سواء على المدى القصير أو حتى بعد سنوات.
وتابع: “يجعل البعض فريسة سهلة لهذه التأثيرات”، مؤكدًا وجود تحريضات مقصودة تستهدف زعزعة المجتمعات من خلال بناء أجيال فاسدة وضعيفة.
وتابع، أن مواجهة التحديات تحتاج إلى تطوير محتوى فكري ووطني قادر على التصدي للأفكار السلبية، لأن الفكر القادم من الخارج لا يمكن مواجهته بسهولة خاصة عندما يكون جزءًا من مجتمع متعولم بالكامل.
وأشار “سعيد”، إلى أن كل دولة تهتم بمصالحها الخاصة، وأن الحريات المزعومة في بعض الدول لها حدود واضحة.
ولفت إلى أنه يتم التضييق على حرية التعبير حتى في الدول التي تعلن دعمها لهذه الحريات، معتبرًا أن ما يحدث هو جزء من نظام عالمي جديد يفرض قواعده على الجميع.
وشدد الدكتور أحمد سعيد، على أن العالم يفتقر إلى عدالة عالمية وأن كل دولة تهتم بمصالحها فقط، مشيرًا إلى أن الضرر الناتج عن المحتوى الرقمي لا يقتصر على الدول النامية فقط، بل يشمل الدول المتقدمة أيضاً، وهو ما يضاعف من أهمية مواجهة هذه الظاهرة بشكل جاد.
وقال الدكتور أحمد سعيد، أن رفض الشذوذ الجنسي ليس تخلفًا، ولكنه تصنيف الغرب وضعه الغرب، موضحًا أننا لدينا تقاليدنا وعاداتنا التي تقول إن ذلك الفعل خطأ.
وقال “سعيد” إن التعليم إذا لم يكن فعالا فليس له قيمة، داعيًا إلى أن يكون هناك فكرا يواجه فكرا.
وأوضح أننا نريد تدعيم المبدعين، متابعا: “الناس بتشوف الفيديوهات الكوميدية أكثر من الثقافية، الناس دافعة عشان تشوف اللي هي عايزاه، وهناك خوارزميات السوشيال بمجرد وجود نوع من الفيديوهات يعجب الناس تهتم بهذه الفيديوهات لتقديم ما يحتاجه المواطنين وهو محتوى للهروب من الواقع وليس محتوى علمي أو ثقافي”.
وتابع: “لما اللي يمارس الفجور والدعارة يكسب من الإنترنت هيخلي أصحاب النفوس الضعيفة تذهب لهذا المسار”.