📅
الجمعة
19 سبتمبر 2025
🕒 10:36 PM

NE

News Elementor

أيمن صقر يكتب: البكالوريا المصرية بداية إصلاح حقيقي للتعليم قبل الجامعي

محتوي الخبر

غدًا تنطلق الدراسة في عدد من المحافظات المصرية، لتفتح أبواب عام دراسي جديد يضم أكثر من 25 مليون طالب وطالبة. لكن هذا العام لا يشبه الأعوام السابقة، فهو يحمل بين طياته تحولات جوهرية في فلسفة التعليم بمصر، أبرزها إطلاق نظام البكالوريا المصرية لأول مرة، كمسار اختياري يوازي شهادة الثانوية العامة.


لقد عانت مصر طويلًا من مأزق “امتحان الفرصة الواحدة”، الذي كان يحدد مستقبل الطالب في يوم واحد، ويفرض ضغوطًا نفسية واقتصادية هائلة على الأسر. أما اليوم، فإن إدخال البكالوريا المصرية يفتح نافذة جديدة للتنفس، ويعكس إرادة سياسية واضحة في تنويع مسارات التعليم، وتخفيف الأعباء، وبناء منظومة أكثر مرونة وعدالة.


لماذا البكالوريا؟
الفلسفة الكامنة وراء النظام الجديد تقوم على إعادة الاعتبار للطالب باعتباره محور العملية التعليمية. لم يعد النجاح مرهونًا بقدرة الطالب على اجتياز “معركة الثانوية العامة” فحسب، بل أصبح هناك مجال أوسع للتقييم المستمر، وتنمية المهارات، وتوسيع الخيارات المستقبلية أمام الطلاب. وإذا نجحت الوزارة في استكمال اعتماد الشهادة دوليًا، فإن ذلك سيعني فتح أبواب الجامعات العالمية أمام أبنائنا دون الحاجة لاجتياز امتحانات تكميلية مرهقة.

ما وراء البكالوريا
غير أن البكالوريا ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من الإصلاحات التي بدأت تؤتي ثمارها فهناك تطوير المناهج وفق معايير عالمية حديثة، مع دمج البرمجة والذكاء الاصطناعي في التعليم ، خطة وطنية للقضاء على ضعف القراءة والكتابة في المرحلة الابتدائية بحلول 2027، تأهيل المعلمين ببرامج تدريبية متخصصة، مع حوافز مالية لرفع مكانتهم ودورهم في الإصلاح وأخيرا التوسع في الأبنية التعليمية وإنهاء نظام الفترات المسائية الذي أرهق الطلاب والأسر لعقود.

كلها خطوات تصب في اتجاه واحد: خلق بيئة تعليمية عصرية تليق بمصر الحديثة، وتؤهل أبناءها لمستقبل تنافسي محليًا ودوليًا.

الإصلاح لا يكتمل دون المجتمع
ورغم ما تحقق من جهود، يبقى التحدي الأكبر هو تغيير الثقافة المجتمعية المرتبطة بالثانوية العامة. فالأسر بحاجة إلى ثقة في المسارات الجديدة، وإيمان بأن النجاح ليس طريقًا واحدًا بل مسارات متعددة. هنا يبرز دور الإعلام في شرح الفلسفة الجديدة، ودور أولياء الأمور في التفاعل الإيجابي مع التغيير.

أخيرا.. إن بدء تطبيق البكالوريا المصرية يمثل لحظة فارقة في تاريخ التعليم بمصر. هي ليست مجرد شهادة جديدة، بل إعلان عن نهاية عصر الاحتكار التعليمي الذي اختزل المستقبل في امتحان واحد. وإذا استمرت الوزارة على نفس النهج من الإصلاح والتطوير، فإن السنوات المقبلة قد تشهد ميلاد منظومة تعليمية أكثر عدلًا وإنسانية، تصنع جيلاً قادرًا على التفكير والإبداع لا مجرد الحفظ والتلقين.

“نيوز مصر” هو موقع إخباري مصري مستقل، يسعى إلى تقديم تغطية شاملة ومهنية لأهم الأخبار المحلية والعالمية، بمنظور مصري يعكس نبض الشارع واحتياجات المواطن.

تواصل معنا ..

تم تصميمه و تطويره بواسطة
www.enogeek.com
حقوق النشر محفوظة لـ نيوز مصر © 2025