📅
الاثنين
01 ديسمبر 2025
🕒 02:35 ص

NE

News Elementor

محمد طلعت:المرحلة القادمة في تطور الفكر المعماري ستشهد صعود ما يُعرف بالعمارة العاطفية

محتوي الخبر

صرّح الاستشاري المعماري الدكتور المهندس محمد طلعت، رئيس مجلس إدارة شركة “محمد طلعت معماريون”، أن المرحلة القادمة في تطور الفكر المعماري ستشهد صعود ما يُعرف بـ”العمارة العاطفية” (Emotional Architecture)، وهي المدرسة التي تتجاوز الشكل والوظيفة لتدخل إلى عالم الإحساس الإنساني المباشر، حيث يصبح الهدف من التصميم ليس إيواء الإنسان فقط، بل احتواؤه شعوريًا.

وأكد طلعت، أن العمارة العاطفية تُعد امتدادًا طبيعيًا لوعي جديد في مهنة التصميم، يرى أن الفراغات قادرة على مخاطبة المشاعر تمامًا كما تخاطب الموسيقى الوجدان أو الفن البصر.

من عمارة الوظيفة إلى عمارة الإحساس

وأوضح طلعت، أن الفكر المعماري التقليدي انشغل طويلًا بالجانب الوظيفي للمباني، بينما أهمل البُعد العاطفي الذي يُشكل الرابط الحقيقي بين الإنسان والمكان.

وذكر طلعت، أن المكان ليس جدرانًا فقط، بل إحساسًا يتكون من الضوء، الملمس، الرائحة، النسبة، والصمت. العمارة العاطفية لا تُصمم المادة، بل الحالة الشعورية التي تخلقها المادة.”

وأشار طلعت، إلى أن هذا الاتجاه بدأ يظهر في كبرى مدارس التصميم في أوروبا وأمريكا، حيث يُستخدم علم النفس البيئي لفهم كيف تؤثر البيئة المادية في العواطف، وكيف يمكن توظيف هذا التأثير لتحسين جودة الحياة اليومية.

العمارة كعلاج نفسي

وإستكمل طلعت، أن عمارة المشاعر تُمثل أحد أهم المفاهيم المرتبطة بالـ”عمران العلاجي” (Healing Architecture)، الذي يهدف إلى بناء مساحات تُخفّض القلق وتُحفّز الطمأنينة، حيث أن تصميم مستشفى أو مدرسة أو حتى منزل لم يعد مجرد توزيع وظيفي للفراغات، بل دراسة نفسية عميقة للانفعالات التي يُنتجها الضوء، اللون، الصوت، واتجاه الحركة داخل المكان.

ولفت طلعت، إلي انه يمكن لممر مُضاء بإضاءة ناعمة أو جدار من خامة دافئة أن يُحدث أثرًا نفسيًا يوازي تأثير جلسة علاجية كاملة.”

العمارة كوسيط شعوري

وأشار طلعت، إلى أن العمارة العاطفية تُحوّل التصميم إلى وسيط تواصلي بين الإنسان والبيئة، فالمباني لم تعد تُقاس فقط بالصلابة أو الجمال، بل بقدرتها على التفاعل مع الوجدان الإنساني.

وأكد طلعت، علي أن العمارة العاطفية تُعيد للمكان قدرته على الكلام؛ فالمبنى يصبح كائنًا يشعر بك، ويتنفس معك، ويستجيب لطاقتك النفسية دون أن تنطق بكلمة.”

سيناريوهات التطبيق في المدن الحديثة

وأوضح طلعت، أن تطبيق هذا الفكر في مدننا العربية يمكن أن يُحدث نقلة نوعية في العلاقة بين الإنسان والفراغ العام، من خلال تصميم مساحات تفاعلية تُحفّز الإيجابية، وتُقلل من التوتر العصبي الناتج عن ازدحام الحياة الحضرية، كما أن هذا التوجه يجب أن يبدأ من تخطيط المدن وليس فقط المباني، بحيث تراعي الشوارع والمناطق الخضراء والساحات العامة “إيقاع النفس البشرية”.

وقال طلعت، إن “المدينة العاطفية” ليست خيالًا، بل اتجاه عالمي بدأ يتجسد في مشروعات أوروبية وآسيوية تعتمد على قياس المشاعر عبر الحساسات الحيوية أثناء تصميم التجربة الحضرية.

نحو فلسفة إنسانية جديدة في العمارة

واختتم طلعت، بالتأكيد على أن العمارة العاطفية هي الخطوة الإنسانية التالية بعد الذكاء الاصطناعي، لأنها تُعيد التوازن بين العلم والإحساس، والتقنية والمشاعر ، حيث اننا نتجه نحو عصر تصبح فيه المشاعر هي البُنية التحتية الجديدة للمدن. عصر يُقاس فيه نجاح المعماري بقدرته على جعل الناس يشعرون بالأمان، بالانتماء، وبالدفء الإنسان.

“نيوز مصر” هو موقع إخباري مصري مستقل، يسعى إلى تقديم تغطية شاملة ومهنية لأهم الأخبار المحلية والعالمية، بمنظور مصري يعكس نبض الشارع واحتياجات المواطن.

تواصل معنا ..

تم تصميمه و تطويره بواسطة
www.enogeek.com
حقوق النشر محفوظة لـ نيوز مصر © 2025