أكد حازم المنوفي، رئيس جمعية «عين» لحماية التاجر والمستهلك، أن تنامي وعي المستهلك المصري وترشيد أنماط الشراء أسهما بشكل ملموس في إعادة قدر من التوازن للأسواق خلال الفترة الماضية، وساهما في الحد من محاولات غير مبررة لرفع أسعار بعض السلع الغذائية، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك.
وأوضح المنوفي، أن بعض المنتجين والموردين حاولوا تمرير زيادات سعرية بدعوى ارتفاع التكاليف، إلا أن حالة الركود النسبي وتراجع القوة الشرائية، وفقًا لمتابعات السوق وتقديرات الجهات المعنية، أدّت إلى عدم تقبّل هذه الزيادات، ما دفع عددًا من الشركات إلى التراجع عنها أو تأجيل تطبيقها، وهو ما انعكس على حالة الانضباط النسبي التي تشهدها الأسواق حاليًا.
وأشار رئيس جمعية «عين» إلى أن استقرار الأسواق لا يعتمد على طرف واحد، بل هو نتاج تكامل أدوار الدولة من خلال الرقابة وتوفير السلع، والمنتجين والموردين عبر الالتزام بتسعير عادل، إلى جانب المستهلك الواعي الذي أصبح أكثر حرصًا على ترشيد إنفاقه واتخاذ قرارات شراء مدروسة.
وشدد المنوفي على أهمية تحمّل المنتجين والمستوردين لمسؤولياتهم الاقتصادية والمجتمعية، داعيًا إلى تبنّي حلول مبتكرة للحد من الضغوط السعرية، من خلال خفض التكاليف وتحسين كفاءة سلاسل الإمداد، وتطوير العمليات الإنتاجية، وإعادة هيكلة التكاليف التشغيلية، إلى جانب التوسع في الاعتماد على بدائل محلية وحلول تكنولوجية حديثة، بما يسهم في تقليل النفقات دون المساس بجودة المنتجات.
ولفت إلى أن شهر رمضان يشهد ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الاستهلاك الغذائي، حيث تشير تقديرات السوق إلى زيادة الطلب بنسبة قد تصل إلى 150% مقارنة بالأشهر العادية، مع ارتفاع حجم الإنفاق الشهري إلى نحو 100 مليار جنيه، مقابل متوسط يقارب 55 مليار جنيه خلال باقي شهور العام، نتيجة زيادة العزومات والتجمعات العائلية، وتغيّر النمط الغذائي لأكثر من 85% من الأسر المصرية.
وأضاف أن حجم الاستهلاك الغذائي الشهري يُقدّر بنحو 6.4 مليار دولار، مع تضاعف معدلات الإنفاق خلال شهر رمضان، وهو ما يستدعي مزيدًا من الوعي في التعامل مع السلع الأساسية، وعلى رأسها اللحوم والدواجن والحبوب والخضروات.
وفيما يتعلق بالإهدار الغذائي، حذّر المنوفي من أن ما يقرب من 60% من الطعام يتم إهداره خلال شهر رمضان، وفقًا لتقديرات منظمات معنية بالاستهلاك، نتيجة الإفراط في الشراء والطهي، داعيًا الأسر المصرية إلى تبنّي ثقافة التخطيط المسبق للوجبات، وتحديد الكميات المناسبة وفق عدد أفراد الأسرة، والاتجاه إلى بدائل اقتصادية مناسبة، إلى جانب الاعتماد على أساليب طهي صحية تقلل من الهدر والتكلفة معًا.
واختتم رئيس جمعية «عين» تصريحه بالتأكيد على أن المستهلك الواعي يمثل خط الدفاع الأول عن استقرار الأسواق، وأن ترشيد الاستهلاك خلال شهر رمضان لا يسهم فقط في الحفاظ على ميزانية الأسرة، بل يدعم جهود الدولة في تحقيق استقرار الأسعار وتعزيز الاقتصاد الوطني.
