كتب – شريف عبدالعليم
أكد ناجى الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013 كانت بمثابة لحظة فارقة في تاريخ مصر المعاصر، حين خرج الملايين من أبناء الشعب المصري في مشهد تاريخي عظيم، دفاعًا عن هوية الدولة الوطنية ورفضًا لحكم جماعة حاولت اختطاف الوطن لمصالح تنظيمها العابر للحدود.
انتفاضة ضد استبداد سياسي
وأوضح الشهابي، في تصريحات خاصة لـ”نيوز مصر” أن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد انتفاضة ضد استبداد سياسي أو فشل في الإدارة، بل كانت صرخة شعبية ضد مشروع ظلامي كان يستهدف تفكيك الدولة المصرية وإسقاط مؤسساتها وتغيير هويتها الحضارية والثقافية. وقد جاء تدخل القوات المسلحة، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي آنذاك، انحيازًا واضحًا لإرادة الشعب، منقذًا الوطن من نفق مظلم لا يُعرف له نهاية.
وأشار رئيس حزب الجيل إلى أن مصر استطاعت بعد الثورة أن تستعيد مكانتها وهيبة مؤسساتها، وتنطلق في مشروعات تنموية كبرى أعادت رسم الخريطة الاقتصادية للدولة، وحققت إنجازات في مجالات البنية التحتية والطاقة والزراعة والصحة والتعليم، في وقت كانت فيه المنطقة تموج بصراعات دامية وانهيارات متتالية لدول عريقة.
إنجازات ما بعد ثورة 30 يونيو
وأضاف الشهابي أن من أبرز إنجازات ما بعد ثورة 30 يونيو كان القرار الاستراتيجي الذي اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتنويع مصادر تسليح الجيش المصري، وهو القرار الذي يعكس قراءة عميقة للمستقبل واستشرافًا للمتغيرات الدولية والإقليمية فقد كسر الرئيس بذلك الاحتكار الأمريكي الذي فرضته اتفاقية كامب ديفيد على تسليح قواتنا المسلحة لعقود طويلة، وفتح آفاقًا جديدة للتعاون العسكري مع قوى كبرى مثل روسيا وفرنسا وألمانيا والصين.
واعتبر رئيس حزب الجيل، أن هذا القرار من أعظم قرارات ما بعد الثورة، إذ أعاد للجيش المصري استقلاليته الكاملة وقدرته على التحديث والتطوير وفقًا لمصالحه الوطنية، وأدى إلى بناء قوة عسكرية هي اليوم الأقوى في الشرق الأوسط، القادرة على الردع والمواجهة وقهر الأعداء، والدفاع عن الأمن القومي المصري والعربي في آن واحد.
التهديدات الإقليمية
وفيما يتعلق بالأوضاع الحالية، شدد الشهابي على أن الدولة تواجه اليوم تحديات جسيمة تستوجب من الجميع استحضار روح ثورة 30 يونيو ووحدتها، وعلى رأس هذه التحديات: التهديدات الإقليمية المتزايدة في ظل تصاعد العدوان على الشعب الفلسطيني وتوترات الحرب بين إيران ودولة الاحتلال، والحرب الاقتصادية العالمية وتداعياتها على الداخل المصري، ومحاولات الحرب النفسية والإعلامية المنظمة التي تستهدف وعي المواطن وثقته في دولته ومؤسساتها.
اصطفاف وطني خلف القيادة السياسية
وأضاف رئيس حزب الجيل، أن المرحلة الحالية تحتاج إلى اصطفاف وطني صادق خلف القيادة السياسية، وإلى مشاركة شعبية واعية في مواجهة الشائعات، وتعزيز الروح الوطنية التي انتصرت في 30 يونيو، مؤكداً أن الشعب المصري الذي هزم المؤامرة في 2013، قادر على تجاوز كل الصعاب والمحن كما فعل دائمًا عبر تاريخه العريق.
وختم الشهابي تصريحه بتأكيد ثقته في أن مصر ستبقى عصية على السقوط، قوية بقيادتها وجيشها وشعبها، ماضية في طريق البناء والتنمية رغم أنف الحاقدين والمتربصين.