أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، بأن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي قال فيها صراحة: “أخذنا من الخليج وصرفنا في إيران، وعلى العرب إعادة إعمار إسرائيل”، تُمثل كشفًا فجًّا لحقيقة خطيرة كانت تُدار خلف الكواليس، وتؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن المنطقة تُستخدم كساحة صراع تُرسم معالمها في واشنطن وتُدار مصالحها لصالح الكيان الصهيوني المحتل.
الإدارة الأمريكية
وأكد الشهابي أن هذا التصريح الصادم لا يعكس فقط منطق الإدارة الأمريكية في التعامل مع قضايا الإقليم، بل يفضح بوضوح طبيعة الدور الذي تُمارسه الولايات المتحدة، باعتبارها ليست حليفًا، بل قوة تفرض أجندتها وتُجيّر الصراعات لخدمة منظومتها الأمنية والاقتصادية، وعلى رأسها ضمان تفوق إسرائيل.
وأشار رئيس حزب الجيل إلى أن ما جرى خلال الحرب الأخيرة، والتي شُنّت ضد إيران، لم يكن إلا نموذجًا لما يمكن تسميته “الحرب بالوكالة والتمويل العربي”، حيث تُدفع الأموال وتُدار المعارك ويُوزّع الحطام، بينما تُحصد الأرباح في مصانع السلاح وتُعاد هندسة الخرائط وفق مصالح خارجية.
وقال الشهابي إننا لا نوجه اتهامًا لأحد، ولكن نحذر من استمرار الاعتماد على حماية الخارج، ومن الاستسلام للضغوط الأمريكية التي تسعى لتحويل العالم العربي إلى مناطق نفوذ تتغير وظيفتها حسب المرحلة: من ممول، إلى ساحة، إلى أداة.وأضاف أن الحرب على إيران – رغم كل تداعياتها – لم تؤدِّ إلى كسر المشروع الإيراني، بل ربما منحته فرصة جديدة لاستثمار الضربة سياسيًا وإقليميًا أما العرب، فقد وجدوا أنفسهم في موقف معقّد: دفعوا ثمن الحرب، ثم ثمن الصمت، واليوم يطالبهم ترامب بثمن إعادة الإعمار.
الكيان الصهيوني لا يغيب عن المشهد
واختتم الشهابي تصريحه مؤكدًا أن الكيان الصهيوني لا يغيب أبدًا عن المشهد، بل هو الحاضر الدائم والمستفيد الأول، وأن ما يُرسم في الغرف المغلقة لا يصب في مصلحة الأمة العربية، بل في خدمة مشاريع التقسيم والإضعاف والارتهان.
ودعا الشهابي إلى ضرورة إعادة تقييم المسارات السياسية والعسكرية في الإقليم، والتمسك الصارم باستقلال القرار العربي، ووقف الاعتماد على القوى الدولية التي لا ترى في العرب سوى خزائن مفتوحة وساحات مشتعلة. وقال:”إن السيادة لا تُشترى، والوطن لا يُحمى إلا بالإرادة والوحدة والتضامن العربي الحقيقي.
